الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

مشاعر مزعجة



البداية:
"وفي أنفسكم أفلا تفكرون"

متن:
كانت مشاعر مزعجة عندما كنت أبذل مجهود لأبدو أغنى مما أنا عليه، لا أعرف الأسباب سوى أني أردت مسايرة المجتمع المرصع بالمظاهر، 
ربما نجحت حينها لكني لم أنل السعادة.
هناك شيء ناقص .. مختلف .. صراع معرفة الذات و"أنا" الذي لا أعرفني .. 
إلى أن تواضع كبريائي وعاد للواقع
عدت لعفويتي التي أعرفها .. بساطتي التي أحترفها 
وسخريتي من أشياء كثيرة حُرمت منها لكنها ماعادت تؤلمني
قد لا أكون رائع بعيون الكثيرين .. لكني سعيد بهذا التصالح الذي عشته مع الذات
فأعظم البدايات هي أن تحب حياتك كما هي
لاتحاول أن تبدو أغنى أو أجمل أو أعظم أو أذكى من الواقع 
سيراك الناس كما ترى نفسك إن أحسنت معرفتها 
فاهتم بجمال داخلك لينعكس على خارجك واعلم أن لا مكان للمتردد وعديم الثقة والمتكبر والمتبجح ومهما تذاكيت لخداع الناس سيأتي يوم وينكشف واقعك وحينها لن تجد من ينظر لك نظرة احترام فقد قالوا قديمًا :
'أنت حيث تضع نفسك'

فضع نفسك بمكانك الذي تستحقه 
وأحب ذاتك كما هي ولا تحاول تقليد الآخرين حتى لاتصبح مسخًا بلاطعم ولا لون ولا نكهة 
واعلم أن الأخلاق ترتقي بصاحبها فتجعله ملكًا على قلوب البشر فلتكن تلك هي قاعدتك التي تنطلق منها 
فالأخلاق تزيد ماء الوجه ومن زاد ماء وجهه مالت له القلوب وعشقته الابصار فكن ملكًا بأخلاقك

ومن يتجاهلك لاداعي لمعاتبته والسعي لإعادته لدائرة الأهمية لديك فمن يحبك لن يسقطك من عناوين المودة ليدونك في هامش حياته ، عوّد نفسك على تقبل فكرة تخلي الآخرين عنك وهذا من طبيعة الأشياء فلا دوام لكل حال وتعلم ان قلّة فقط هم من يبقون ثابتين في قائمة الأسماء
ومهما كانت الفكرة قاسية ومحزنة الا انها حقيقة الحياة التي لانملك ان نقف ضدها فمن روائع ابوحنيفة مقتطف لا أنساه:
'الأصدقاء هم الذهب الثمين الذي في يومٍ سيُشترى منك'

وفي ذلك رسالة أن مغادرة الناس حياتك لايجب أن تكون بسبب مشكلة أو كره ولكن ظروف الحياة ومتغيراتها تجعلنا نتغير من حيث لانعلم فيصبح من نحبه بالأمس شخص عادي اليوم فالعلاقات تنتهي ولا داعي للتنظير بالأسباب ولكن علينا أن نتعلم كيف نغادر حياة الآخرين مرفوعي الرأس.

وأما رزقك فهو مكتوب ولو هربت منه كما تهرب من موتك لأدركك رزقك كما يُدركك الموت فلا داعي للنظر بما في أيدي الآخرين لأنه باب الحسد والشعور بالدونية واقنع بما بين يديك وتفاءل بالقادم وليكن في يقينك أن الله يقسم لكل منا مايستحقه وهو الخير لنا قليله من كثيره واحمد الله على كل ما أنعم به عليك فقد نهانا سبحانه عن الكنود وهو ذاك الذي يعد مصائبه ونواقصه ناسيًا أن بالحمد تدوم النعم فقد أوصانا الرسول ﷺ بالتدبر فتأمل حياتك وضخّم الإيجابية بأفكارك فالتفاؤل أعظم أبواب التوفيق فعِش مشرقًا واستبشر بالخير.

وأما فشلك فليس عيب ولاهو عار والخجل منه سبيلك للإكتئاب وانعدام الثقة واعلم أنه أعظم مدرسة لترميم الذات والانطلاق من جديد فمن خلاله تعرف صبرك وجلدك وقوة ارادتك ومن يتأمل حياة العظماء يجد أن اغلب نجاحاتهم بُنِيت على أنقاض تجارب فاشلة فاجعل من ركام التجارب السابقة أساس لبداية جديدة وصم اذنك عن حماقات من حولك فمن استمع لسموم المحبطين مرض بالهم والحزن والسعيد هو من احترف التغافل والتجاهل فبالأولى سرور وبالثانية راحة فعِش كبيرًا بخطواتك معتزًا بذاتك فالحياة أجمل بكثير من أن تقضيها متباكيًا على مافاتك .

إضاءة:
ليس كل من نصادقه نعرفه فالأيام كفيلةٌ أن تُضيء لنا زواياهم المظلمة .. فصبرًا جميلا

آخر السطر:
شفت يافهيد .. مهوب كل من ضحك في وجهك صِدَقْ في قفاك

دويع العجمي
@dhalajmy

هناك تعليق واحد: