السبت، 25 يونيو 2016

إلى الشريان: هيدا مش حكي


البداية:
ولأن لكل جوادٍ كبوة .. نكتب

متن:
أن تدخل الإعلام من خلفية صحافية وكتابية فهذا مؤشر نجاح وضمان جودة بصياغة الأسئلة والمواضيع،
هذا ماكنت غالبًا مقتنع به لكن الشواهد تقول عكس ذلك،
فهذا هو داوود الشريان يسقط سقوط حر بتقديمه برنامج فني خالعًا ثوب القضايا الإجتماعية التي طالما كان يقدمها وتميز بها فأُقحم بمكان لايناسبه ولم يتمكن من إجادة اللعب به

المقدمة قصيرة جدًا لدرجة الإستخفاف بالضيوف وعندما نقول الضيوف فنحن نتكلم عن عبدالحسين عبدالرضا وملحم وبركات وآخرون !
تلك المقدمات المختصرة تليق بالبرامج السياسية والإجتماعية كون ضيوفها غالبًا ليسوا ذو شهرة لكنها أبدًا لاتليق بالبرامج الفنية !

ننتهي من المقدمة فتصدمنا الأسئلة العشوائية واللخبطة بالتنقل من موضوع إلى موضوع مما يشتت المشاهد، فلا تدرج منطقي بالحوار ولا حتى إعداد محكم لدرجة أن الشريان يسأل ضيوفه عن أعمالهم دون خلفية مسبقة عما قدموا

هذا كان واضحًا بحلقة عادل كرم عندما ابدى إعجابه بدوره بالمسلسل الذي لايعرف اسمه فكان رد كرم أنه يقدم "اسكتشات" حلقات متصلة منفصلة بشخصيات متعددة وليس عمل درامي واحد !!
الكارثة لم تقف عند هذا الحد فالشريان يعاتبه لماذا ترك التمثيل وتفرغ للتقديم فكان الرد أن كرم لايزال يمثل بعمل اسمه "مافي متلو" 

عادل كرم الذي قدم "لايمل" و"مغامرات أبورياض" و"لا عالبال ولا عالخاطر" وهي أعمال ناجحة ومعروفة ولكن  يتضح أن الشريان لايعلم عن ضيفه أي شيء سوى أنه لبناني يقدم برنامج "هيدا حكي" وله خلاف مع أحلام .. هذا ماكان واضحًا لنا ؟

السقطة الأخرى بالإعداد هو سؤاله للفنان عبدالحسين عبدالرضا عن دور أم عدنان بحياته وجميعنا يعلم أنه منفصل عنها منذ أربعين سنة !
الموضوع ليس مسألة فيزيائية .. فقط شاهد لقاءات وأرشيف أبوعدنان وتحل المعادلة !

والملاحظ بقوة هو كثرة مقاطعة الشريان لضيوفه حتى أنه ولاضيف أكمل إجابته أو حديثه ليأتي الرد بنرفزه من ملحم بركات "ماتئطشني هيك" !!

ناهيك عن استخدام مفردات لاتليق بالتلفزيون بداية من سلتوح مع القصبي مرورًا بـ صعلوك وسربوت 
و "وش دخل أمك" لطوني خليفة والذي أبدى انزعاجه وقال "ماخصها بشي الله يرحمها" !!

والأغرب هو استمراره على ذات النسق دون اكتراث لتصحيح أدائه أو على الأقل احترام ضيوفه وقراءة أرشيفهم قبل استضافتهم حتى يُشعرهم بأهميتهم وحفظ مكانتهم لكن أبدًا لم يكلف على نفسه عناء البحث أو على أقل تقدير قراءة ضيوفه في "ويكبيديا" وهذا أضعف الإيمان 
ليأتي البرنامج بأسلوب برامج الأطفال "شو اسمك عمو" وهذا أبسط وصف لما شاهدناه

إلى أستاذنا داوود الشريان:
الإعتماد على نجومية مسبقة هو مؤشر نهاية وسقوط،
فالكبير إذا لم يجتهد أفل نجمه وانتهى
والإتكال على عنصر العفوية له توابع وخيمة اتضح ذلك بحجم المفردات "الشوارعية" التي لاتليق بحجمك.
وإذا كانت اهتماماتك الفنية متواضعة فعليك الاستعانة بطاقم إعداد من الصحافة الفنية وهم يُجهزون المادة الفنية وكل ماعليك قراءتها قبل تقديم الحلقة فهذا يساعد على رفع مستوى الحوار والأداء 
على الأقل لتقدم ضيفك بشكل مختلف ومتجدد يُثري المشاهدين

والنهاية:
نرجو أن تُدرك أنك على قناة هي الأكثر انتشارًا، نتمنى عليك أن تُدير الحوار بشكل أرقى وليس بأسلوب جلسة الاستراحة مع الشباب.

إضاءة:
خاصم الأفكار ولاتخاصم أصحابها

آخر السطر:
افهم يافهيد .. القعده بالاستراحة غير عن القعدة بالمجلس

دويع العجمي
@dhalajmy

السبت، 11 يونيو 2016

هذا أنا .. العظيم المتواضع




البداية:
"والقلم ومايسطرون"

متن:
أن تمارس الكتابة على سبيل الهوَس
فهذا يعني أن تترصد لكل التفاصيل الصغيرة لترسمها بشكل مختلف

وعندما تمارسها على سبيل الهواية
فأنت مُلزم بالإبتعاد عن مصادر الإزعاج لعاطفتك ومشاعرك حتى يستمر صرير قلمك

وعندما يدفعك مديح أحدهم للأمام لتتجاوز سرعتك هدوء خطواتك وتشعر أنك ستسقط من الفرح
فهذا يعني أن تتمهل بصعود سُلّم الإحتراف حتى تكتب شيئًا يُشبه "أولاد حارتنا" أو "موانئ المشرق"

كل الشواهد تقول أنك تكتب بشكل جيد .. هذا عظيم

لكن عندما يأتي سؤال في ورقة اختبار وظيفتك الجديدة:
من أنت؟
وسؤال مشابه في اختبار دراساتك العليا:
عرّف عن نفسك؟

هنا تركن القلم وتتنفس بعمق وترفع رأسك للأعلى وتبحث عن إجابة .. لكن حقًا من أنت؟

أنا من يحترف تخطيط الأهداف وتحديدها ولا يبذل جهدًا لتحقيقها،
ساذج لدرجة أني أعيش زمن المعجزات .. 
أريد كل شيء ولا أحصل على شيء لكني سعيد ولا أعرف السبب!

أنا من يُجيد رسم الجداول بعدد الأسابيع على مربعات تحوي أسماء الأيام
تبدأ أسابيعي يوم الإثنين وتنتهي الأحد،
أضع ثلاثة أشياء أفعلها وأضبط إيقاع حياتي عليها:
القراءة والكتابة والرياضة
 ولا أعرف فعل شيءٍ غيرها ؟
حتى أني لم أحاول البحث عن ذاتي بتجربة شيء جديد،
حلقتي المغلقة التي أدور في فلكها لاتتسع لأشياء أكثر،
 نحيف للدرجة التي لاتتحمل طاقتي إخفاقات جديدة
لهذا مستمتع بتواضع ما أفعل .. ومستمر

أنا الشامخ الذي سرعان ماينهض بعد الكبوات،
أنفض غبار الفشل وأكمل المسير،
لا أهتم بمسافات التأخير ومن تجاوزني بذات المضمار
لكن هذه الإرادة لم تكن كافية لأتجاوز يُتمي المبكر،
لازلت أسير قضبانه
يكسرني الحنين لوالدي

وأتساءل .. 
لماذا رحل وأنا لم أكمل عيدي العاشر بعد !
ثم كيف سيكون تعامله معي وأنا بهذا العمر ! 
وسرعان ما أستغفر ربي وأستسلم لقضائه ثم أدعوه ليُطيل بعمر أمي فأنا أضعف من أن أعيش يتمًا جديدًا لا أخرج منه

وأنا أسوأ من يعد الطعام رغم الغربة التي امتدت لستة سنوات 
والمطبخ ركن للزينة في منزلي
وظيفته :
حفظ الطعام الجاهز بالثلاجة وتسخينه عند الضرورة .. عدا ذلك ليس له أهمية؟

وأنا أفضل من يُحضّر القهوة 
بنكهاتها الثلاث:
بالعسل صباحًا
والفانيلا عصرًا
والككاو مساءً

مع أنها جاهزة،
فقط تحتاج تسخين الماء وخلط مكوناتها ومع ذلك فهي أعظم إنجازاتي
أشعر بنشوة أتلمس معها سقف المستحيل .. 
أرتشفها على مهل حتى ينتهي شوط المباراة الأول لفريقي الذي أحب

وأنا أصدق من يجلد ذاته .. ثم يصالحها
أوبخها على الكسل
وعدم المرونة بتقبل أصناف البشر
ومصافحة الأرق والاستسلام له 
بل ومصادقته ومرافقته كل ليل !
هذا سيّء .. هذا يعني أن جسدي النحيل لن ينتعش بالحياة،
سيبقى كما هو بمقاساته الصغيرة دون تغيير

وأنا الأكثر احترافًا بممارسة التفوق
مُذهل دراسيًا
درجاتي كاملة
لكن حظي عاثر .. وإلى الآن لم ترتقِ طموحاتي لمستوى علاماتي ولا أعرف السبب 
ومن الخذلان .. تركت الأمور دون تنظير ولم أُرهق نفسي بالبحث عن بديل .. لازلت انتظر

وأنا العظيم تواضعًا .. الجميل خُلُقًا
القاسي بأحكامه .. الصارم بقراراته
 أعفو .. لكني لا أنسى
وإن سامحت 
وضعت العلاقة تحت خط الحذر
أرفع الكروت الحمراء بوجه العلاقات المهتزة
أما الكروت الصفراء 
فأرفعها بوجه غبائي
أنذر نفسي مرتين وثلاث
حتى لاتتكرر الأخطاء .. ومع ذلك لا أتعلم

وأنا من يعرف متى يضع النقطة على نهايات المشهد الأخير لكنه لايعرف كيف يُسدِل الستار 
لينتهي العرض دون تصفيق الجماهير .. ويتواضع الختام

تبقى شيء أخير:
كانت تلك إجاباتي بورقة الدراسات العليا وأخذت الدرجة الكاملة،
صفّق لي أستاذي لكنه بعد ذلك طردني 
لأني حضرت متأخرًا
لهذا تعلمت .. أن لذة الإنجازات العظيمة .. لاتكتمل.

إضاءة:
والله يعلم وأنتم لاتعلمون

آخر السطر:
عيش الحياة وافرح بها يافهيد .. كلٍ يموت وحاجته ماقضاها

دويع العجمي
@dhalajmy