الجمعة، 7 أغسطس 2015

حضرتنا تعبان ..



البداية:
"آمنت أن الرحيل درجات .. أقساها رحيلٌ بقدر"

متن:
لا أحب الرحيل..
ولا الكتابة في زواياه..
ولا استذكار من رحلوا..
سواء كان رحيلهم بقرار أم قدر..
لكن مصابنا اليوم كبير..
رحل أنيق اللسان طيب الروح..
رحل بهدوء يُشبه وقاره..
رحل وكانت آخر كلماته "حضرتنا تعبان" مغلفة بابتسامة تُخفي معاناته مع مرض القلب..

آلمتنا ياسعود بهذا الرحيل..
ودعتنا بابتسامة ختمت بها مشوارك معنا..
ودعتنا بذكريات كثيرة ولقاءاتنا المتفرقة هنا وهناك .. لأن أمثالك يبقون بالقلب ولا يغادرونه..
ودعتنا لتُرفع الكفوف بالدعاء لك وهم الذين لم يعرفوك كما عرفناك..
أخًا وقورًا .. وأستاذًا لايحب الألقاب وتبعثره الإطراءات وتُخجله المجاميع التي تصافحه وتلتقط معه الصور..

الله يرحمك ياسعود
آخر لقاء بيننا سألته:
هل أنت مقتنع بمسيرتك الإعلامية .. لم أكن أقصد استفزازه ولكن لحبي له كنت أراه بمكانة أهم مما هو عليه..
برُقي أسلوبه وحضوره المميز وابتسامته الساحرة التي رغم آلامه لاتفارقه ..
سألته وأنا ممن تعلموا على يديه .. ليرد بهدوء:
بما أني لم أُخطيء بحق أحد .. فنعم مقتنع بمسيرتي وسعيد بها.

ستبقى أخًا وصديقًا .. وذكرياتنا معك سنبروزها في على جدار الحنين..
سنبقى نذكرك بخير .. فنحن لانملك سوى ذلك.
فحضرتك لم تعطِ مجالاً لأحد بأن يكرهك
عشت رائعًا ومحبًا للجميع..
ورحلت تاركًا لنا أخلاقك واحترامك .. وذكراك الطيبة..
مؤمنين بالقضاء والقدر .. ولكن قلوبنا لاتقوى على فكرة رحيلك ولاتود أن تُصدقها..
ليس كفرًا .. لكن أمثالك يجب عليهم أن يعيشوا هذه الحياة ولايرحلون .. 

أيام قليلة كانت تفصلنا عن اللقاء بملتقى باريس..
وصلت قبلي نعم .. لكن لم يكن مقررًا أن ترحل بهذه السرعة دون أن تعطينا الفرصة على الأقل لنودعك..
كانت فرنسا محطة لقاء لا رحيل .. لكن:
"وما تدري نفسٌ بأيِّ أرضٍ تموت"
 
ولك من عهود الصداقة أعظمها
سأذكرك..
سأذكر جلستك الملائكية التي لاتذكر فيها أحدًا بسوء..
سأذكر ملامحك البريئة واتصالك وأنت دائم السؤال:
"طمني على عيونك"

آهٍ ياسعود .. آلمتنا بهذا الرحيل..
سأبقى محتفظًا بكل صورنا وذكرياتنا ..
سأبقى محتفظًا بابتسامتك ومنظر الشيب الذي لم يزدك إلا وقارًا..

لأنك ممن يحترف الحياة والسعادة
ولأنك ممن يُجيد تقدير ذاته والآخرين
ولأنك ممن يزرع محبته بقلوب الخَلْق
"وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم"

صديقي الغالي "سعود الدوسري" .. إلى جنة الخلد برحمةٍ ومغفرةٍ من رب كريم  

دويع العجمي
@dhalajmy