السبت، 27 ديسمبر 2014

كل عام وأحلامي وإخفاقاتي .. بخير

البداية:
"وكلٌ مسخرٌ لِما خُلِقَ له"

متن:
إنها سنةٌ جديدة تقف على نافذة الأحلام والأمنيات ولاجديد يُذكر ولكن القديم يُعاد، عامٌ مضى مليءٌ بالخيبات والنجاحات .. وعامٌ قادم نستقبله بالأحلام والتي غالبًا ماتتجاوز قياساتنا ونادرًا ماتصافح الواقع ولكنها الحياة نعوّض بخل عطاءاتها بسذاجة طموحاتنا لنُضمد جراح الحرمان وتلك الأشياء التي لم تكتمل والتي لانقوى على البوح بها لأن أشد الألم نكشك لجراحك فنُخفي ذلك بعدم الإهتمام وأن القادم أحلى وأجمل .. إلى حين.

عامٌ مضى:
خططت فيه لنجاحات رسمتها بالعام الماضي وكتبتها بالعام الذي قبله لأُحققها هذا العام وقد يمضي فأُعيد كتابتها العام القادم ولا أعرف متى أنتهي من تلك القرارات التي تحتاج لعزيمة وإرادة كافية .. وتلك الأفكار المتشابهة التي تختلف أسبابها حسب الحالة المزاجية وكوب القهوة .. وكل عام وأنا وإخفاقاتي وأهدافي بخير.

عامٌ مضى:
كسبت فيه قلوبٌ طيبة وأشخاص رائعون وودعت آخرون ظنُّوا أني سأُعظّم غيابهم وتحرقني الدقائق شوقًا لمُلاقاتهم متناسين أن أمثالي لم يعد الغياب مؤثرًا في حياته لأني ببساطة اعتدت الخذلان .. والغياب لايُزعج من تلذذ بطعم الوحدة برفقة كتابه وقلمه وفوضوية مكتبه، للأسف بت أكثر مرونة بتقبل فكرة رحيلهم بل وأودعهم بابتسامة ولكني حريص على أن لايجدوني حال عودتهم فـ للكرامة شموخ وثقافة الرف التي يرحلون متى يشاؤون ليعودوا ويجدون كل شيءٍ على حاله أرفضها .. فلست من أشيائهم المركونة والتي تنتظر مجيئهم ولأني مؤمن بأن الحياة كالمطار هناك مغادرون وقادمون وعلى هذا تطيب جراح الحنين فعذرًا للغياب.

عامٌ مضى:
فشلت ببلوغ أشياء كثيرة تمنيتها ولكن الجميل أني حافظت على إنسانيتي ورفعت سقفها بمخاطبتي للبشر فلم يعد يهمني أصله وشهادته وجنسيته فالناس بأخلاقهم يتمايزون وبثقافتهم يتحدثون وهذا مايُثقلهم بميزاني وإن كان المجتمع لايزال يعيش مرض النفاق الإجتماعي الذي لفظته منذ سنوات فلم تعد المجاملة في دفتر علاقاتي حتى مع ذوي القربى فمن لايحترم وجودي ويُقدّر ذاتي لا أُعظّم حضوره وأسقطه من قائمة اهتماماتي فتبدو الحياة أجمل بالرائعين الذين يبادلونا الود رغم قساوة القرار إلا أن النتائج عظيمة.

عامٌ مضى:
ولاتزال جدتي تعتقد أن شرب "اللبن" مع السمك يسبب "البرص" لتوبخني قائلة "لاتاكله جعل ياكلك المرض"
رغم أن العلم أثبت عدم صحّة تلك الخرافة وبذات الوقت لانزال نعتقد بأن "السمك" لايؤكل إلا كل يوم جمعة .. والحمدلله رب العالمين.

عامٌ مضى:
سطّرت به قاموسي الخاص الذي يشبهني والذي تعلمته من دروس الأيام التي لاتحابي أحدنا على الآخر ولاتعترف بأسمائنا ومناصب آبائنا .. ومن دروس الأيام تألمت فحزنت وتعلمت .. فكتبت.

-سطور وهوامش وحروف:
 نبض:
آمنت بأن كل حب جديد ينسف ماقبله ولايبقى من الماضي إلا ذكريات وبقايا مشاعر نضحك على سذاجتها.

معادلة:
إذا اتفق ثمانية من أصل ثمانية تجمعهم معرفة ورذيلة واحدة وسوء خُلُق على أنك "سيّء" .. فأنت رائع بشهادة لم يقصدوها

نظرية:
لايوجد حقد مفاجئ .. دائمًا هناك فاشل يرى في نجاحاتك نقصه الذي لم يُكمله.

هامش:
التمسك بمن ينشغل عنك .. يؤخر رحيله ولايمنعه.

الغباء:
أن تتساهل بمن يعذرك دومًا، أنت لاتملكه فكثرة الأخطاء تحرق الحب فيمّلك ذاك القلب ويُفضل الرحيل بصمت .. للأبد

السقوط:
أن تجعل من نفسك رد فعل على أقوال وأفعال الآخرين والعظماء هم من يصنعون الواقع ولاينتظرون القوافل تقلهم أينما شاءت

إضاءة:
تقول العرب: أنت حيث تضع نفسك؛ فليُحسن كل منّا موضع "نفسه" ويُجيد تقديرها.

آخر السطر:
راحت سنينك يافهيد وأنت كل يوم تقول: "من بكره ببدا رجيم" .. أبكيك !

دويع العجمي
@dhalajmy

الأحد، 21 ديسمبر 2014

وشاب الشعر يافهيد

البداية:
"الثقة ميزان البشر.. نقصانها كزيادتها مهلكٌ للذات"

متن:
كنت في الخامسة عشرة من عمري عندما احتفلنا به عائدًا من فرنسا بشهادة الدكتوراه، أحد الأقارب الذي كان يشبهنا بتفاصيلنا البسيطة، وحياتنا المبنية على العادات والتقاليد، وصبغة البداوة التي نعتز بها، جمعة "الشيبان" ودروسهم التي لا تنقطع.. يعتلي سقفها الحفاظ على الصلاة والكرم واحترام الآخرين، صحيح أنهم لم يتعلموا في المدارس والجامعات، لكن الحياة علمتهم ما هو أهم بكثير من مناهج الدراسة.
هو عاش بهذه البيئة البسيطة وعايشها بشتائها ولواهيبها، وربيع أيامها التي تحلو لياليها مع "دلالٍ على جال الضو"، تزينها النقاشات والشعر وقليل من "صعلكة المراهقة".. إلى حين!

تغيرت فيه الهقاوي.. عسى العوض بالليالي المقابيل

الذي عاد من باريس تغير كثيرًا!
نظرة الاستصغار لنا والفوقية بالتعامل معنا باتت سمة واضحة.. اختصار الكلام مع الجميع والاستهزاء بمواضيعهم.. ملبسه وشكله تغير ولم يعد يشبه ذاك الطيب الذي كان يحبه ويحترمه الجميع.. مُحبَط من هيئة والده وعصاه، ويرى الرجعية متمثلة بـ "برقع" والدته، وكلاهما يكتم جرحه ويدعو له بالخير والتوفيق.. حتى نحن بات يخجل من منظرنا في مناسباته لكي لا يرانا أصدقاؤه الأرستقراطيون الذين درسوا معه في باريس، فنحن باختصار.."بدو" ولا نُشرّفه!
مجتمعنا البسيط طيب، كانوا يلتمسون له العذر ويقولون: "يحق له متعلم ومثقف".
وكل هذا حشمة لماضي أيّامه الكريمة التي يحفظونها له والتي داسها بغروره.. رغم صغر سنّي حينها فإني رفضت أسلوب حياته ونظرته لغيره، ولكن لا يحق لنا الكلام والتعبير، فالصغار ينصتون فقط عندما يتحدث الكبار.. وليت قومي يعلمون.

رفيقٍ يسر العـين ويكمّل الماجـوب
صفات المراجل كلها فيه ملتمّة

على مقربة منه وليس ببعيد؛ يقف ذاك المجتهد الأقل منه ذكاءً ربما وحظا ومن ذات البيئة البسيطة، رغم دراسته الطويلة في بريطانيا يعود ليذهب بوالده المسن عند "الحلال"، فوالده عاش حياته لا يملك إلا "إبله وأغنامه".. تُضيع عليه وقته ويتاجر فيها ويأنس عندها.. يمازح والدته بمحبوبته البريطانية التي سيتزوجها؛ لترميه بأقرب ما تلمسه يداها.. هو مختلف عن الأول على الأقل بقي كما هو.

دمعة فخر سالت على خد شايب
عودٍ بكى من فرحة العين مسرور

الفصل الأخير.. التحضيرات على قدم وساق لحفل التخرج.. أقسم أنه لن يتسلم شهادته إن لم يحضر والده لبلد الضباب، وأمام إصراره وافق ذاك "الأُمّي" المسن الذي لا يقرأ ولا يكتب، فحياة الأولين ليست مفروشة بالديباج والحرير كحياتنا، وظروفهم قاحلة وصعبة.. وقف الابن على المنبر شامخًا ليُهدي تخرجه لوالده الذي روَت دموع الفرح تجاعيد العمر وقلّما ذرفها، ولكن للدموع الصادقة ميقات ومواعيد.. كبرنا وتثقفنا ففهمنا أن العلم والشهادة لا تزيد المرء إلا تواضعًا ووقارًا، والإنسان الذي لا تنعكس شهادته وعلمه على أخلاقه وسلوكه جاهل لا قيمة له، ولا لقطعة الورق المختومة التي يتبجح بها، فالناس بأخلاقهم يُقاسون، ومن لا يحترم جذوره وأصله لا يستحق التقدير، فثلث الحكمة مداراة الناس وليس التقليل من شأنهم والتعالي عليهم.. نال الأخير محبة الجميع واحترامهم، وزاده الله توفيقًا وقبولا في المجتمع، أما الأول فلازال يعيش صراع البحث عن الذات، فلا هو الذي صافح الواقع وافتخر بجذوره وانتمائه، ولا هو الذي نجح بإقناع ذوي الطبقة المخملية بأنه يستحق أن يكون "منهم"، وهو الذي مع أول اختلاف يحرقونه بفئويتهم، وهذا ليس بكثير.. فمن لا يحترم أصله ومرباه، ويتبرأ منه لا يحترمه الناس، ففاقد الشيء لا يعطيه.

فاصلة،
كل منّا يمر بنشوة فخر واعتزاز قد تفصله عن الواقع، فيرى نفسه بصورة ويتوهم أن الآخرين ينظرون له بهذه العَظَمَة، والحقيقة المؤلمة أن الناس يرونك من زاويتهم التي لا تبصرها، فلا أنت العظيم المهم ولا الرائع المبهر، قد تكون شخصا عاديا رغم وضعك قياسات أكبر بكثير من حجمك.. يقول كريم الشاذلي إن أسعد الناس من انطلق من حجمه الحقيقي، وعرف موطئ قدمه، أنت وحدك من يُجيد تقدير ذاتك ومعرفة أسرارها وأبعادها.. أما أجمل الناس فهم أولئك الذين مهما أكرمتهم الحياة من الحظ والنجاح يبقون كما هم ولا يتغيرون، ويحفظون الامتنان للأشخاص الرائعين حولهم ولا يتكبرون عليهم.. وفي قصة الشابين تدور الفوارق.
لهذا.. ما عادت الشهادات تبهرني، ولا الألقاب قبل الأسماء تهمني.. عند النقاش والحوار سأعرف شهادتك الحقيقية، وما الناس إلا ملافظ ومضمون.

إضاءة:
علمتني الحياة أن النجاح الحقيقي يبدأ من مصافحتك للواقع، والقناعة بالموجود، والرضا بالمقسوم.

آخر السطر:
"تنكرت للشاص والبل عقب ما قمت تخثرد بالفرنسي!.. شاب الشعر يا فهيد".
التعليقات

الأحد، 7 ديسمبر 2014

فلّة حْجاج


البداية:
"ومن أشكال العذاب؛ حبٌ من طرفٍ واحد"

متن:
موجعة مشاعر الحب لذاك الذي لايبدالنا ذات الشعور،
تحاول ترويض القلب فيكسرك الواقع
 وهذا أقسى درجات العذاب،
 يعجبك حديثه وتسعد الروح برؤيته،
تبذل المستحيل لكسبه لكنه لايأبه بك
فعالمه مزدحم وقلبه مشغول ونظره أقصر من أن يرى جمال عطائك وليس هذا بخطأ لكنه ميزان القلوب فالحب والإعجاب والوصل من طرف واحد عذاب وألم وإن حاولنا التظاهر بعكس ذلك.

في الحب والعلاقات والصداقات نمر بتجارب قاسية والبدايات دائمًا صعبة
والتظاهر بعدم الاهتمام هو اهتمام
لكننا نُطيّب جراحنا ونحاول ترميم ذاتنا بسبب ذاك الذي لايشعر بنا ولايبادلنا سيل المحبة الذي جرفنا له .. لا بأس فهذا من طبيعة الأشياء ومع الوقت نكسب مرونة التعامل مع أولئك الذي يخطفون القلب من دون أن يعلموا ذلك ونضعهم في أعلى اهتماماتنا فيصدمونا بهوامشهم فنعيش الصراع :
إما بقاءٌ مُهين أو رحيلٌ بشموخ
الأولى صعبة على النفس والثانية مدمية للقلب وعلينا اتخاذ القرار

-وماكل الليالي طيبات وتساهيل
عشتها .. تلك التجربة في صداقات معدودة، بالأولى قررت البقاء فوجدت نفسي شخص سطحي بلا أهمية وعندما قسوت على نفسي ورحلت علمت أن أعظم القرارات هي التي تُتخذ بعقل بعيدًا عن العاطفة فالقلب أعمى والعقل دائمًا يبصر الصواب .. وتبًا للحياة التي لاتتوافق بين العقل والقلب وهما المتسايران الذان لايلتقيان .. اليوم أصبحت مرن أكثر ومن التجارب استطعت بسهولة العبور من هذه العلاقات بسرعة دون ألم وتفكير فتبدو الحياة أجمل.

 فل الحجاج وخل عنك الهواجيس
كلٍ يموت وحاجته ماقضاها

الحياة أقصر بكثير من أن تختصرها بمن لايأبه بك ولايهتم لأمرك، برمج أعصابك وعقلك على فكرة أن قلبك ومشاعرك متغيرة ولاتتوقف على أحد والسعادة قرار قبل أن تكون شعور،
ضخّم مساحة من يحبونك واستمتع بأوقاتك معهم ولاتترك نفسك للفراغ فهو عدو المشاعر وهادم اللذّات وهو من يُعيد شريط الذكريات الحزينة ليفتح باب العذاب فتتألم من جديد، لنخطوها معًا: حياة جديدة وأشخاص رائعون ولحظات جميلة باختصار لنتعلم كيف نستمتع بحياتنا بعيدًا عن مشاعر الحرمان وهذا دواء القلوب.

-قاموس ومشاعر
الخذلان:
هو أن يطعنك شخص غمرته بمحبتك وأعطيته الكثير فكان أول من شمت بسقوطك وأعان عليك حاسدوك.

الكرامة:
أن تؤمن بأن بعض العلاقات يُكتب لها النهاية بدون سبب ولكن عليك أن تتعلم كيف تغادرها وأنت مرفوع الرأس وتذكرهم بخير.

المروءة:
أن لاتشمت بمن تكره .. طبيعي جدًا أن يكون هناك أشخاص لانحبهم ولكن الحب شعور والإحترام مبدأ وعلى هذا نقيس الأمور

عزة النفس:
أن تشتاق لشخص وتحبه جدًا ولكن لاتطلب منه الحب والإهتمام لإن هذه الأشياء إن طُلبت فقدت قيمتها وسقطت.

الأسف:
أن يحبك شخص ويتحين الفرصة لرؤياك ويبذل العناية ليسعدك وأنت لاتبادله ذات الشعور ولكنك تلاطفه لتجبر خاطره وبنفس الوقت لاتود خداعه.

الغرور:
أن تضع نفسك بمكانة أعلى بكثير من قدرها وتتحدث عن فرضيات وصورة لنفسك لاتراها إلا أنت فتبدو أحمق وساذج.

الثقة:
أن تستمتع بإنجازاتك وتتحدث عنها بشموخ فهي أشياء اجتهدت بها وانجزتها ولك حق بالسعادة بها فمن حق نفسك عليك أن تُشعرها بالرضا.

إضاءة:
"تقدير الناس لك يبدأ من تقديرك لذاتك ففاقد الشيء لايُعطيه"

آخر السطر:
الكرم يافهيد ساس كل طيب ولا الردي يبطي محدٍ وقف على بابه

دويع العجمي
@dhalajmy