الخميس، 11 أبريل 2019

إلى ظالمٍ لايعترف بظلمه

إلى الرجل الثاني بالدولة،
إلى الذي لايسمع ولايرى .. وإن سمع فلايلبي النداء،
إلى الذي يقول ويفعل .. خدمةً لأرصدته وحساباته الشخصية
 وليمت كل من يعيش على ظهر البسيطة،
فلاحياة إلا حياتنا أما غيرنا فلم يُخلق ليساوينا.

إلى مرزوق الغانم
أخاطبك بصفتك، رغم عدم جدواها
فمن يتمتع بتبلد الحائط كيف له الإحساس بمظالم الآخرين؟
ثم أني أخاطبك وأنت الرئيس الذي ورّث الرئاسة لإبنه وأخيه
 وأنتم قومٌ خلت من بعدكم الأمم
ونحن نستحق مانمر فيه

ولا أستكثرها عليكم .. ولا أحسدكم
ومن يولد على ديباجٍ من حرير ليس كمن يفترش الحصير وكل شيءٍ بقدر

أما بعد؛
اليوم .. وبعد أن حولت من هم تحت قبة المجلس المنتخب إلى مجموعة من المهرجين
تتلاعب بهم بحبالٍ رهن أصابعك
فلامُخاطب إلا أنت
أما دمى العرائس التي حتى لاتُجيد أدوارها
بات شكلها سخيفًا وتافهًا على أية حال

اليوم أُكمل عامي السادس عشر تحت الظُلم،
إنسان منقوص المواطنة عاجز عن الحياة
معلقٌ بحبالٍ من نار ..
لا أنا الذي لامس الأرض ولا الذي طال السماء،
بلاعمل رغم مؤهلاتي العالية،
ممنوع من الزواج بسبب قيد أمني لاصحة له،
محروم من السفر ومن العلاج،
حتى أني بلادخل يكفل لي الحياة الكريمة!

سنوات قليلة وأبلغ الأربعين
ولم أقطف ثمار الحياة بعد
وأخشى أن ينتهي بي القدر
 وأنا على نافذة الانتظار
ولاظالم لي إلا أنت

تعددت النداءات وأبوابك مغلقة
كررت الرجاء لمن جعلتهم "حطبًا" في لعبة الشطرنج خاصتك .. فأداروا لي ظهرهم

لست طالب صفح
بل طالب حق
وأنت من سلبتني كل أمل بالحياة
حشرتني بتابوتٍ ضيق
ومنعت عني الهواء

وبعد أن طال الأمل
وضاقت السبل
أكتب لك رغم يقيني أنك لاتهتم ولاتكترث

وأنت الذي فزت بالملذات ليس لأنك ذكي بما يكفي لتستمر .. لكن لأن أحدهم وقف في ظهرك
وأراد لفصول المسرحية أن تسير بهذا الشكل
على الأقل حتى الآن

عمومًا؛
في كل مرة ألتمس لك عذرًا تتواضع معه طموحاتي حتى بلغت النهاية
وذات يوم .. سيرحل أحدنا قبل الآخر
وعند الله تجتمع الخصوم
وإن أنصفتك محكمة الدنيا جورًا وعونا .. فمن سيكفيك من محكمة السماء ؟

وقبل النهاية
وقبل أن تسلط علي ذبابك الإلكتروني الساذج، تأكد أننا وبعد تجربة طالت سنوات بالعالم الإفتراضي
كشفنا قواعد اللعبة
ولانكترث لتلك الحسابات المعلبة التي تكتب بذات الصيغة والتفاهة .. وبنفس الأخطاء الإملائية حتى،
الأمر لايحتاج سوى جولة سريعة بحساباتهم حتى نضحك على مظهرهم السخيف

وقبل أن تُفكر بالإنتصار انتقامًا بقاعات المحكمة كما تفعل غالبًا ..
جرّب أن تنتصر حبًا ومكرمة وارفع ظلمك عني لأرى النور

وقبل أن تتساءل من أين لي هذه الشجاعة لأكتب هذا الخطاب .. فلايخشى السقوط من يقبع بالهاوية.

وياحضرة العزيز القوي الجبار،
ماكان أبي امرأ سوءٍ وماكانت أمي بغِيّا
ومن هم مثلي لايشكلون أهمية في سلّم أولوياتك،
نحن الذين كلما ضاقت علينا الدنيا ماضاقت قلوبنا،
نداري كسرنا بالتعفف،
باللاّمبالاة
بالإيمان أن الغد أجمل
وكلما ثقُلت رؤوسنا بالهموم
واتخمت وسائدنا بالقلق والترقب ..
كبرت نفوسنا
وعشنا هذه الحياة على سبيل التكرار
كل شيءٍ من حولنا ساكن
على أرضٍ لاتكف الدوران
سنين طويلة والحال هو الحال
فمتى تنتصر لإنسان سلبته كل أمل بالبقاء؟

﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾ [إبراهيم: 42].

دويع العجمي