الأحد، 4 فبراير 2018

هذيان

 هذيان 

البداية
سنحيَا بعد كُربتنا ربيعًا .. كأنّنا لم نذُق بالأمسِ مُرا.

متن
بنظرةٍ ملؤها الحيرة 
وابتسامة تائهة .. مترددة
مبروزةٌ بإيطارٍ بسيط
هدية مع الصورة وهو أسلوبٌ يتبعه المصور حتى نعود إليه مجددًا
عن صورتي وأنا ابن السابعة .. أتحدث

المكان: سوقٌ قريب من الحي أبادته الحداثة وتطور المدينة لتضيع معه الكثير من ذكرياتي والحمدلله أني لازلت أحتفظ ببعضها 

كلما نظرت إليّ بتلك الصورة
أشعر برغبة شديدة للحديث مع ذاك الطفل الذي يشبهني

( ١ )
أخبرته شيئًا لايعرفه عني سوى ثلاثة
ظلّي الذي دائمًا يواسيني حين أرتاد الأماكن المفروضة علي والتي لا أحبها

مسودات الأوراق التي تُكتب ولم تُنشر لأن أوانها لم يحن بعد

وجدران غرفتي التي أهرب إليها بعزلةٍ تنقذني من هذا العالم الذي لايكف عن الصراخ

أخبرته أنه يحدث لي مع كل صباح
أن اسأل نفسي السؤال نفسه:
لِمَ أُكرر فعل الأشياء ذاتها على نمطٍ مُملٍ وباهت؟
وفي كل مرةٍ أواسي نفسي بجوابٍ مختلف.
آخرها:
العظماء وحدهم لايشتكون

تصور!
تمضي الأيام متشابهةٍ لاتختلف
كوكبي توقف عن الدوران منذ زمنٍ ليس بالقصير
عقارب ساعتي لاتعترف بالتوقيت
أحيا الحياة على وجه الملل
لازلت بانتظار نصفٍ يُكملّني 
حبٌ يهز أغصاني 
يجعلني لا أكف عن الهذيان

ماذا يعني أن ينتهي يومك 
ولايهمس أحدٌ بصوت الهديل في أذنك؛
أن أحلامًا سعيدةً بانتظارك

تستلقي على فراش الشوك 
في وحدةٍ موحشة
 محدقًا بالسقف
ليأتي الصباح على رنين المنبه 
يوقظك في رنّته الثالثة
تُفيق على كسل
وتمضي في سبيل الحياة الباهتة

أحتاج ذاك السكر ليحلي مرارة الشاي
وعلى وجه السرعة .. فقد سئمت الانتظار

( ٢ )
أخبرته أن بين رفوف الكتب
هناك رف الأقنعة
أرتدي الوجه المناسب حسب المكان والأشخاص والزمن
أجدت اللعبة مؤخرًا
ليست بتلك الصعوبة
كل ماعليك أن تتغابى في ثلاث
وتتجاهل مرتين
وتبتسم بخبثٍ مرة
مسألة حسابية لاتحتاج الكثير لتفهمها

للأسف
الرائعون هذا الزمان ليس لهم
ينتهون باكرًا
يشتكون ولايجدون من يسمع
يكتبون ولا يقرأ أنين حروفهم أحد
وحين يسقطون لاتمتد لهم الأيادي
وتهجرهم الأضواء
وتلفظهم الكراسي

وحتى تصل ..
كن لئيمًا طيبا
خبيث الملافظ نقي المعاني
مزيجٌ معقدٌ مناسب حتى تصل
وأنا على الطريق

( ٣ )
أخبرته أن احتياجاتي صغيرة
أعظمها
صديقٌ يقفز بي لخارج الصندوق
يجعلني أرى الألوان مختلفة
أضحك بصوتٍ قديمٍ نسيته
يحدثني بأمورٍ لا أهتم بها
عن الكسوف .. والبراكين
عن الأبراج
وعلم الفلك
وكيف نحسب عمر الشجر
ومتى ينصهر الحجر

أو بمعنى أدق
أحتاج وجه جديد غير مألوف
عذرًا أصحابي؛ فقد مللت الدوران بالحقلة ذاتها
تلك التي ندور فيها 
حيث لانهاية ولاجديد

أرغب بالتحليق عاليًا
مع جديدٍ لاتهمه الكُرة
ولاتستفزه السياسة
ولايُلقي أحكامًا ساذجة على البشر
وحين ينتهي 
يُعيدني للصندوق ويُحكم إغلاقه
حتى لاتتبعثر أشيائي مع الريح
وأعود هزيلًا في عالمٍ مزدحم

( ٤ )
أخبرته أن القهوة روحٌ إضافية تسكن جسدي،
أجمل رشفاتها بالمطار
على إيقاع الخُطى المستعجلة والحقائب

حيث أُطيل النظر بالمارّة
تلك الوجوه المتقاطعة التي قد لاتراها مجددًا
أرسم لهم المشاهد
وأناديهم بأسماءٍ تليق بهم
 وأكتب التفاصيل الصغيرة في حياتهم
ثم ينتشي الفضول الغبي:
ياترى
إلى أين هم ذاهبون
ماذا ينتظرهم بعالمهم الجديد
وهل ستُنثر الورود تحت أقدامهم حال الوصول

وفي غفلة السؤالات الطويلة
يحين النداء الأخير
فيُسدل الستار على الحكايا الخجولة
والتي لايقرأُها أحدٌ سواي.

إضاءة
إحلم كما شئت .. لكن لاتنسى أن تعيش الواقع

آخر السطر
زمن يافهيد يشوف الطيّب .. غبي

دويع العجمي

@dhalajmy