الأحد، 17 أبريل 2016

مادار بيني وبين فيروز





البداية:
"رحيل دافيء خيرٌ من بقاء مؤلم"

متن:
كشجرة الأرز .. شامخة
ورغم الكبرياء الذي تعيشه 
قتلتها الحيرة عندما صرخت بوجع الحب:
"إذا رجعت بجن .. وإن تركتك بشقى
لا قدرانه فِلْ .. ولا قدرانه إبقى"


 تائهة .. 
تخشى البقاء .. فتعيش كشيء مضاف على الحاجة
وتخاف الرحيل .. فتفقد كل أمل بالحياة
وبنهاية المشهد ..
رفعت أعلامها البيضاء مستسلمة لقدرها
لنعيشه نحن ونقرر الإجابة
فأي الوجعين تختار؟

أما أنا ياسيدتي 
فاخترت الرحيل
لا أستطيع تحمل ألم البقاء
عندما أعيش مع نصف جسد
يسمعني مرة ويصم آذانه مرات
يبادل خطوات الحب بشبر عطاء
يقابل حاجتي بوجوده بحجج الإنشغال
وكلما حسبت المسافة بمسطرة الغياب
زادت القلوب بعدًا رغم قرب الجسد

لا .. هذا مستحيل
إن تبعت قلبي ياسيدتي لأرهقني بالعذاب
فالعاطفة لاينبغي لها أن تُقرر الخيارات
فقد سقطت بجحور الخذلان ولُدغت مرتين
فقدت فيها ملذات الأشياء حين انكسرت
وأصبحت مؤمنًا كفاية لأن لا أُلدغ من جحره بالثالثة .. لهذا .. وعدت كبريائي أني لن أنكسر

للعقل منطق وقرار
بعيد عن العاطفة
قاسي أحيانًا..  ومنصف غالبًا
وللرحيل الدافيء عذاب
يتدرج بالألم حتى يختفي
يبدأ مؤرقًا ثم ينتهي
فتُشرق الحياة من جديد
انتصارًا للذات .. لا انهزامًا للشموخ

أما البقاء فعذابه ككرة الثلج
كلما تدحرجت فيه الأيام كبُر وعظم
وفي وقتٍ ما
سيصطدم بصخور الانتقام
وينفجر ليعلن النهاية
ولكن .. بعد أن تفقد كل شيء

 فعذرًا ياسيدتي .. 
إما أن تأتي المشاعر كلها
أو تُوفّر لشيء آخر
شيء لاتنبض به الحياة
خالي من الإحساس
يحترف ثقافة الرفوف
يوضع بالمكان الذي لايختاره
وينتظر عودة غائب لايهتم
ولأن أنصاف المشاعر .. لاتعيش
فالرحيل الرحيل.

إضاءة:
"عذاب الرحيل أهون من ألم البقاء وكلاهما مر"

آخر السطر:
ومن لايعظّم وجودك يافهيد .. لاتعظّم غيابه

دويع العجمي
@dhalajmy

السبت، 9 أبريل 2016

كل عام وأحلامي المؤجلة بخير




البداية:
أحلم كما شئت لكن لاتنسَ أن تعيش الواقع

متن:
الثامن من إبريل
واليوم أنا أفضل
اكتسبت مرونة عدم الاكتراث لهذا التاريخ
هو اليوم الذي صرخت فيه بحثًا عن الحياة
وهو اليوم الذي اجتهد من أجل نسيانه 
فهذا التاريخ يؤلمني .. 
يُخبرني أني بلغت عامًا جديدًا
والأمنيات ذاتها .. تخذلني ولاتتحقق
كتبت ذات مرة:
لا أحتاج لكتابة أحلام جديدة
فهي ذاتها أرسمها كل عام ولا أبلغها
حتى أني أرهقت نفسي بمطاردة السراب
والنهاية معلومة .. لاتحتاج لتفصيل

لكني اليوم أفضل
لأني لم أرفع سقف أحلامي
بل قصصت جنحانها وسجنتها بالواقع
لتحلق بفضاء الممكن وتودع سماء المستحيل
وتلك الأمنيات العظيمة
ركنتها على الرف
لتنفض غبار الوحدة عن نفسها

حتى تلك الأشياء التي سعيت من أجلها ولم تلبِ النداء ..
ماعدت أهتم لها
وغادرت قائمة اهتماماتي مع أول رحلة لاكتشاف اهتمامات جديدة
المهم أني خرجت من ذاك الصندوق الصغير
الذي حشرت به سعادتي

أما شبح إخفاقات من كُنته بالأمس
ماعاد يزورني .. 
كأنه يعلم أني نضجت بما يكفي
وتألمت بما يكفي
للحد الذي ماعدت أتحسر به على شيء
ويا لسخرية القدر

وتلك الأبواب المغلقة التي طرقتها ولم تُفتح
لم أعد أُطيل بها التحديق
بل غيرتها .. وسلكت دروبًا أخرى

وقد علمتني ثقافة الأبواب
أن أبواب الغريب أيسر طرقها
وكم هذا مُحزن ومبكي

نعم أنا اليوم أفضل
على الأقل .. 
تخليت عن تلك الأمنيات الكبيرة
التي لاوجود لها إلا بالحكايا
فلم أعد أحتمل مزيدًا من صفعات الخذلان
التي تخبرني أني فقط أتنفس لأعيش
وأني إضافة زائدة عن الحاجة
وأجلس في عراء الحياة ساخطًا على مجريات القدر

والمضحك
أن الأشياء العظيمة التي انتظرتها
أتت من تلقاء نفسها عندما أهملتها

لهذا ياصديقي .. 
خذها من مشاكس قديم:
الانتظار عبء إضافي على الوقت وموت بطيء للزمن .. فإيّاك أن تنتظر.

إضاءة:
كل عام وأنا وأحلامي وأمنياتي بخير

آخر السطر:
وإن ضاقت الدنيا يافهيد .. عند الله فرج

دويع العجمي
@dhalajmy


الأحد، 3 أبريل 2016

في يومٍ ما





البداية:
"وفي مسرح الحياة إن لم تلعب دور البطولة فكن من المتفرجين"

متن:
في مرحلةٍ ما 
 ستصل لشعور الاكتفاء من الانشغال بكلام الآخرين  وستعيش الأيام كما تحب
عندما تُرهقك الأقنعة التي ترتديها حسب الشخوص
وتكتفي من دور البطولة على مسرحهم المزيف
وتعود لذاتك التي تخليت عنها بلاسبب
أو ربما من أجل شيءٍ اكتشفت مؤخرًا أن لاقيمة له
وتجلس على كرسي كيانك العائد
وتتفرج على أدوارهم بالحياة
وتمثيلهم المبتذل
وتضحك على سذاجتك عندما تخليت عن ذاتك من أجل أن تنال إعجابهم
وليت هذا يستحق

سينتهي العرض وتُسدل الستائر ولن تصفق لهم،
ستخرج للحياة من ظلمة مسرحهم وتُبصر النور
وتعرف أن من يحبك سيراك رائعًا حتى في صمتك
ومن يكرهك لن يُبصر جمالك حتى لو سايرت رغباته
وستكتشف شكلًا جديدًا للسعادة
لم تشعر به من قبل
عندما لاتتجرد من نفسك لتنال إعجابهم
وعندما لاتبذل المستحيل .. لمن لايبذل لك الممكن..

وفي عمرٍ ما 
ستصبح كالحجر،
لايهزك كلام الحاقدين ولا الشامتين ولا أولئك الذين لايتمنون لك الخير، ستمضي بالحياة ولاتكترث لهم
وإن فرض وجودهم القدر وكانوا ذي قربى
فإن لم تقطع وصلهم
عشت تمثالًا بلاروح
على الأقل معهم فقط
ستسمع مايسم البدن
عندما تُغلّف النصيحة بالشماتة
والنقاش بالكره
والنقد بالحقد

ستسمع وتتجاهل
ليس خضوعًا .. 
بل سموًا على تفاهاتهم التي لاتغير شيء
وبعد مرة ومرتين 
سيعلمون أن الذي أمامهم متبلد الإحساس تجاه حماقاتهم ولن تؤثر معاول هدمهم بصلابتك
وسيوفرون جهودهم للبحث عن جديد
وسيعرفون أن لاوجود لهم في خريطتك الذهنية

وفي ساعةٍ ما .. 
ستشتاق لوجوه مضت في حياتك
تُقّلب صفحات الماضي .. تتذكر ملامحهم
وفي يقينك أن من غادر ورحل .. لايعود
لوّح لهم وابتسم
 وتمنى لهم حظًا طيبًا مع الحياة
فمن بر الوداع أن تذكرهم بخير
ولاتحزن ..  إن الله معنا

وفي وقتٍ ما .. 
ستعرف أن العطاء بإسراف يقابله خذلان وجحود
ستبكي مرة .. وتتألم مرات
ثم تجعل كل شيءٍ بمقدار
وهذا عظيم

إضاءة:
إيّاك والسماح لتلك الشياطين أن تُجهض سعادتك وتُلغي كيانك، أشعرهم أنهم لاشيء واقرأ المعوذات"

آخر السطر:
والعوض يافهيد بالليالي المقابيل

دويع العجمي
@dhalajmy