السبت، 31 أكتوبر 2015

أرهقتني الحياة أكثر مما يجب


البداية:
"وفي ضجيج الحياة ليكن لك رُكنك الهاديء"

متن:
علمتني حروف العطف التساوي بالقيمة والمقدار.. لهذا أحبها 
فأحكامها لاتخضع لتراتبية المعنى والمضمون .. 
وفيها من التواضع مايكفي بأن تعطف الأشياء ولاتُلغيها.

عطفًا على الذات:
ولأن في النفس مايكسرها ويزيد أحزانها .. قد تبحث عن أُذنٍ لتشكي الألم فتحط أفلاك أوجاعها بمرسى لا أمان له.
فمن تشكو أوجاعك له اليوم .. يعايرك بها غدًا وهذا حال البشر
لطالما كسرتني الأيام وأرهقتني الحياة أكثر مما يجب .. لكني تعلمت أن لايرتسم على ثغري إلا الابتسامة.. 
بعد أن لدغني الصديق وعاب علي القريب
ولاحزن في ذلك ولايُلامون
وحتى لايتكرر الوجع .. 
أبقيت الزوايا المُظلمة في حياتي بعيده عن ضوئهم
فمن طبيعة الأشياء أن يبقى لك رفوف تعتليها اشياؤك الخاصة
تلك التي لايعلم بها أحد
وحتى تبدو كالقمر .. لابد أن يكون لك جانبك المظلم
وعندما تُثقل الهموم كاهلي ويُرهقني الحزن 
 .. ذرفت دموعي للذي لايخذل عباده
"إنما أشكو بثي وحزني إلى الله"
 ولله عاقبة الأمور.

ولأن الحزن نقيض الفرح
فاعلم أن ظلام الليل وإن طال فلا يعقبه إلا الشروق .. تفاءل بذلك.

ولأن لا راحة ثابتة ولا ألم دائم
فكل شيءٍ قابل للتغير .. قليل من الصبر .. فرجٌ وسرور 

ولأن "في السماء رزقكم وماتوعدون" 
فالحمدلله على كل حال .. كن من الحامدين الشاكرين وإن ضاقت الدروب.

ولأن النفوس العظيمة .. عظيمة
تبني نجاحاتها على أنقاض إخفاقاتها .. 
بكبرياء وشموخ 
تعتز بتجاربها وتضحك من فشلها وتفتخر بنجاحها وتحب الماضي وإن خشاه بعض السواد
وتحترف الحاضر وتعيشه 
ولايكسرها مامضى ولاتخشَ المستقبل
تستمتع بالحياة وتتنفسها .. وتحياها بكل الفصول
لكل منّا إخفاقاته ونجاحاته
وجميعنا مُبتلى بحسد القريب
والقريب كل من كان في حياتك 
يسمعك ويراك
ويقف معاك على ذات الخط
تقدمك يُحرقه .. فالساكنون لايحبون المتحرك
ولولا لطف الله ورحمته لألقونا بالجب وتباكوا آفكين 
فالذئب بريء من دم يوسفنا

ولأن بالتجاهل حياة .. اجعلهم يفترشون عراء اهتماماتك
واقلب الصفحة وابدأ في كتابة سطورك .. ولاتهتم.

إضاءة:
"وماكان الله معذبهم وهم يستغفرون"

آخر السطر:
ولاتشتكي يافهيد للي مايقدّر جنابك

دويع العجمي
@dhalajmy

هناك تعليقان (2):

  1. مقال جِدآ جميل سلِمّت أناملك أخ دُويع

    ردحذف
  2. ابدعت بالفعل كلمات ذات معاني رائعة

    ردحذف