السبت، 10 أكتوبر 2015

فهيد وأنين الرياح والخثردة

البداية:
"وفي أنفسكم أفلا تتفكرون"

متن:
وعلى فرض ..
أنك الشجرة المثمرة التي تُقذف دائمًا .. فهل يعقل أن كل هؤلاء حمقى وفارغون وأنت الحقيقة؟

وهل يعقل أن أولئك المختلفون عن بعضهم والغرباء فيما بينهم خطأ وأنت الصواب العظيم؟
الأمر ليس بهذه البساطة ياسيدي الناجح المبهر .. 
لست الجاذبية التي ندور حولها
ولا القاعدة ونحن الاستثناء
حتى الحقيقة .. 
هي لاتتجسد بشخصك لنكون نحن أبعادها .. الموضوع بحاجة لقليل من التوازن ولو كان في ذلك مايزيد الكي ويؤجج جراحك .. 
لكن لابأس فالواقع مر أحيانًا ولابد من تقبله ، 
هذا أفضل من العيش بوهم الناجح المحسود على أثره وخطواته .. 
وهذا على فرض أنك نلت الملك العظيم واستويت على العرش الذي لم يؤتَ للأولين ولا الآخرين.

إليك يامن انفصلت عن الواقع .. أكتب:
كثرة الحديث عنك بالسوء ليس لأن الآخرين تمنوا ما أنت فيه وعجزوا عن بلوغه
لكن الحقيقة التي لاتريد تصديقها أنك قد تكون سيئًا لتلك الدرجة التي جعلتهم في أمرك يستهزئون
ومن زاوية أخرى
شأنك العظيم لاوجود له إلا في مخيلتك القاصرة وأمرك كله لايعنيهم .. 
هم فقط وجدوا فيك مايُسلّي فراغهم .. وهذا أيضًا على فرض أنك الناجح العظيم.
ومن الحُمق أن تصنف الناس إما أصدقاء أو أعداء فهناك مخلوقات كثيرة بهذا الكون لاتعتد لوجودك أصلًا .. ولاتحسبك رقمًا يُضاف لحساباتها ولايُنقصها
ولاتعتبرك حرفًا يُكتب في هوامشها

لكنه الحظ الذي أقلّك من العتمة لتحط بعالم الضوء .. فأصبحت تُرى وتُسمع .. 
وليس بالضرورة أن تكون ناجحًا كفاية .. فكثير من الحمقى والفارغين نالوا الشهرة على مختلف زوايا انعكاساتهم .. ولا لوم عليهم ولاهم يؤثمون.
ففي أحيان كثيرة يؤتى المجد لغير أهله .. وينال الحظ من لايستحق .. وهذاعلى فرض أنك عظيم.

وبصوت الغرور نسأل:
من أنت؟
النجاح الذي لايُشاد به أهله ليس له قيمة .. 
والخطوات التي تُثير ضجيج السخرية من حولك يجب مراجعتها 
وعلى فرض أن من شيمة الناس الحسد .. لكن على ماذا؟
الحسد يُطال أولئك الذين تُبصر الشمس روائعهم،
هم حقيقة ثابتة قابلة للإختلاف لكن لاينكر أحدٌ وجودهم،
يشتمهم الغاوون ويُشيد بهم النُخب وتحترمهم العامة
فكل ذي نعمةٍ محسود

وفي علم الحساب والمنطق:
كل رائع يحبه عشرة سيكرهه ثلاثة .. وهذا من طبيعة الأشياء
فليس كل عاقل يتمنى نجاحك .. فأصحاب العقل أيضًا يكرهون ويحسدون.
ولكن .. أن تجتمع النُخب والعامة والأحمق والعاقل على سيئتك ويجعلونك مادة للسخرية والضحك .. لترد بصوت الكبرياء وتُصر أنه لاتُقذف إلا الشجرة المثمرة؟
فأي شجرةٍ أنت .. وأي طعمٍ مر سيذوقه الناس من ثمرك؟
والمؤلم ..
أن تُفسر ذلك بأن العالم بأسره يحسدك على نجاحك الذي لاوجود له إلا بعقلك والخمسة المحيطين بك؟

لاياسيدي المبهر .. فالنجاح له ثوابت وأسس
عليك أن تُبصرها وتعلمها
نعم قالوا عن الله ثالث ثلاثة
وقالوا عن أشرف الخَلق كاذب ومجنون
لكنك لم تعلمنا الأسماء كلها ولا أنت الذي لاينطق عن الهوى؟
أنت دون ذلك بكثير .. 
فثُلث الحكمة مداراة الناس ..
وسعيد هو من أحبه الخَلق وباركوا أثره .. وحتى تبلغ ذلك .. راجع حساباتك فـ "ثقتك صارت تبكيني".

إضاءة:
وقل لهم في أنفسهم قولًا بليغا

آخر السطر:
تبي تنشر كتاب يافهيد.. بسيطة .. اطبع سوالف الواتساب وسمّها "أنين الرياح والخثردة"

دويع العجمي
@dhalajmy

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق