السبت، 17 أكتوبر 2015

تفاصيل



البداية:
"ولأن لك شيئًا بهذه الأبجدية .. فتأمل"

متن:
"أنا ربكم الأعلى"
بدأ بها جبروته ليرده الله صاغرًا ممددًا بالمتحف المصري تُلتقط له الصور وهو من الخاسرين 
وكانت تلك النهاية

وإلى كل من طغاه الغرور نسأل:
لمن الملك اليوم؟

ومابين البداية والنهاية .. تفاصيل
تُكتب غالبًا ولاتُحكى .. فالحروف تحمل بين طيّاتها بحة الحزن والتأنيب وستبدو أجمل إن التزم صاحبها كتابتها دون أن ينطقها: 
ومن صار أسير الصمت مثلي
درى إن الصمت أبلغ من القول

البداية: دائمًا
النهاية: نادرًا
وبينهما أمورٌ مشتبهات .. ولأن الدائم هو الشائع العام باتت كالأصنام في رؤوسنا .. وحان هدمها

نقول دائمًا "اتقِّ شر من أحسنت إليه"
حسنًا سنفعل .. 
لكن ملائكيتنا الكاملة المعصومة عن الخطأ لم تسل نفسها لماذا نالنا شر من أحسنا إليه؟
صحيح أن الإحسان لايُجزى بإحسان .. 
لكن هذا أحيانًا
ولايزال بالبشر خصلة الإمتنان والحب التي تُعمّر قلوبهم
ولايقتلها سوى المِنّة وادعاء الفضل !

وهذا مايُنفر القلوب ويحرق الود .. الإمتنان رائع من أصحابه ولكن المنّة ذل واستصغار يرفضها كبرياء البشر فيردون الخطأ بخطأ وينكرون الفضل ويتجاهلون صاحبه فالنفس أمّارة بالسوء ومن ساءت طباعه وجبت قطيعته ونكرانه .. وهذا مايحدث 

أنت السبب لاسواك.. تُحسن وتمن وكيف لاينالك شر من أحسنت لهم؟
 نستذكر خطأ الآخرين بحقنا ونُحمّلهم الأسباب كاملة دون أن نُفكر ولو لِلحظة أننا من دفعهم لذلك .

عشنا بهذه الحياة ورأينا كثيرين يصرخون بصوت الجبروت وينسبون نجاح الآخرين لهم ولايُنصفون اجتهادهم وسعيهم !
فيبادلونهم بنكران فضلهم لأن خدشًا حدث لكرامتهم وما البشر بعبيد ولاسحرة فرعون ليسجدوا لك صاغرين.

أن يشكر الناس فضلك لايعني أنك صنعتهم وأعدت خلقهم .. أنت فقط كنت سببًا مُقدرًا من الله ليغنموا  حصادهم.
اطمئن فكلٌ يحفظ الود بقلبه واستجداء المديح وطلبه يُفقد قيمته .. وهذا غالبًا

وعلى سبيل التصويب:
"اتقِّ شر من أحسنَ إليك"
تعظيم وجودهم يقابله استصغار كيانك.
ولأن الله يحب الشاكرين فكلمة شكرًا تفي بالغرض ..
فلو لم يقف معك لسخّر الله غيره ليُحسن إليك فما بلغته قضاء الله في أمرك وتقديره وما البشر إلّا أسباب وظروف.

نحن نحفظ الإمتنان لمن يقف معنا ونشكره ونذكره بالخير فهذا حقه علينا وواجبنا تجاه فضيلة أخلاقنا .. لكن هذا لايُعطيه الحق ليجعلنا كدمى العرائس بيده نتحرك كما يشاء ويريد .. فلا إفراطٌ وتفريط

وخذها قاعدة في حياتك
الامتنان:
هو شكر وكلمة طيبة واعترافٌ بجميل

المنّة:
استصغار للآخر يقابله تعظيم للذات والله لايحب المتكبرين

فيا صاحب الفضل .. لو لم تمد يدك لنا لمُدت أيادٍ كثيرة
ومطرقتك التي حطمت قفل الباب المغلق في وجوهنا لاترفعها على رؤوسنا .. قد فتحت لنا بابًا ولولاك لفتح الله لنا أبوابا وكلٌ مسخرٌ لأمره والله على كل شيءٍ قدير

إضاءة:
اترك مقعد التبعية شاغرًا وقف بالصفوف الأولى فأنت وحدك من تستحق التصفيق.

آخر السطر:
ذليت العالم يافهيد بوقفتك معهم .. الله لايشكر لك فضل

دويع العجمي
@dhalajmy

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق