السبت، 24 أكتوبر 2015

ومرايا




البداية:
"ومن دروس الحياة اغنم ذاتك"

متن:
لاغنى عنها .. وإن اختلفت أحجامها وأشكالها .. 
تُعلّق على الحائط وباب الدولاب 

لكن أهمها تلك الموجودة بالممر المؤدي للخروج من المنزل .. 
تقف أمامها لتُلقي على نفسك نظرة الإعجاب والكبر .. 

تُزين ماتبقى من ترتيب ملابسك .. 
وتودعها لتعود إليها بعد حين 
وترى كم استهلكت من زينتك وذاتك 
وتفاصيل أخرى تُطيل التحديق بها دون سبب 
وتبقى المرآة العاكس الوحيد الذي ترى حقيقتك وإن حاولت تجاهلها   

أحيانًا .. 
تحتاج التأمل بقسمات وجهك .. 
لترى الذبول الذي صاحب عينيك ووجنتك .. 
فتخبرك مرآة ذاتك
 أنه من الغباء أن تعامل الجميع بلُطف ، 
فالتحفظ مطلوب حتى تتضح صفاء النوايا 
فليس كل البشر يفسرون انعكاس لُطفك تواضعًا ومحبة
 بل يتمادى بعضهم ليعتبرها استخفاف وهزل 
فيستسهلونك..   

وستُخبرك مرآة ذاتك
أن ألوان النفاق عندما ملّت وجوههم .. 
احترفوا ارتداء الأقنعة
ليس كل من يصافحك يودك .. 
فبعضهم اختلط طينه بمائه وعُجن من أمراضٍ وعُقد
حتى عجزت الكيمياء عن فهم تركيبته 
فأصبح شاذًا عن فطرة البشر .. 
يحترف السوء  
وماينقله أمامك قد يُنقل على لسانك 
وماهذا على المنافقين بكثير .. وإقصاؤهم من حياتك مكرمة فلاتجامل .

وستُخبرك مرآة ذاتك
كم حاسدٍ يأتيك برداء الصديق ..
 وكم حاقدٍ يُحدثك بصوت الصاحب.
ولأن دوام الحال من المحال 
قد تزرع النعمة التي ظهرت عليك بذور الحسد بقلب الصديق 
وتقدمك يُشعل النار في قلبه فيحرق الود 
وتصبح في مرمى تقزيمه حتى تشعر أنك لاشيء
تُكابر إنصافًا للأيام التي تشاركتم خلالها الضحكات 
واحترامًا للذكريات العظيمة .. 
ولكن لا أسف على من يتمنى زوالك  
والأيام وحدها من تكشف سواد سريرتهم فصبرا جميلا.

وستُخبرك مرآة ذاتك
أنك كلما تقدمت بالحياة ضاقت دائرة الأصدقاء .. 
حافظ على من تبقى واقتصد بكسب المزيد
 واعلم أن أفضل الأشياء هو بقاء طبيعتها
لاتستعجل كسب ود أحدهم واتركها للأيام والوقت .. 
وفي عملك 
كن مع الجميع على مسافة الود والإحترام
 فكلما كانت العلاقة سطحية زاد وقارها ونُبلها 
فلاصداقة بين أبناء الكار الواحد .. إلّا ماندر.

وستُخبرك مرآة ذاتك
أن لاتحزن على هذا ولا تندم 
فالحياة مدرسة وهذه دروسها .. 
وبين الفرح والحزن تدور أيامها ولياليها
ابقى نقي السريرة حسن الظن
 فالله يجزي بالنوايا قبل الأعمال 
وليكن لك من كل تجربة عبرة 
وإن كررت الخطأ ثلاثًا 
فالإيمان وحده لايكفي لتجاوز لدغات جحور الحياة.
ولأنك الحقيقة وتقديرك لذاتك يقين ..
 ضع نفسك بالمكان الذي تستحق.
لاتنتظر من الآخرين تقييمك وتقديرك ..
 فأنت أعلم بنفسك وإمكانياتك وقدراتك والبداية منك أنت.
ولو تركت للناس تقديرك وتقييمك لضعت بين أحمقهم وعاقلهم .. وتذكر أن عظمة الأشياء تبدأ من ذاتها.
وكما كتبتها سابقًا وأكررها: 
"عش الحياة واحترف السعادة فكُلٌ ملاقي ماكُتب له".

إضاءة:
"فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيرًا يره"

آخر السطر:
ومهوب كل من ضحك في وجهك يحبك يافهيد.

دويع العجمي
@dhalajmy

هناك تعليق واحد:

  1. الإبداع كلمة قليلة في حق حروفك وكلماتك .. دمت برقي التعبير ..

    ردحذف