الثلاثاء، 3 فبراير 2015

بنت الليل وفضيحة روان يوسف

البداية:
«ومن تحمّل لسعات النحلِ أكرمه صبره بالعسل والشهد»

متن:
للنجاح ثمن وللبدايات حنين.. والنجاح الحقيقي هو أن تُبصره من زاويتك أنت لا هم.. مجرد بلوغك أهدافك التي رسمتها لنفسك هو أعظم درجات النجاح وإن لم يُبصروه فيكفي أن تشعر به.. حينها فقط يحق لك أن تمشي بالأرض مختالاً فخوراً فوق كلمات التحبيط وسهام الحسد ولهيب الحاسدين.

بدايات:
كانت قبل سنوات.. كنت أشعر بأنني أستطيع ترجمة مشاعري لكلمات.. مع الوقت تمددت فأكملت رأس الصحفة إلى هامشها.. يتقلب المزاج صيفًا وشتاءً وتنعكس حالة الفرح والحزن على كتاباتي.. للتو بدأت النشر.. ليس لشيء إنما رغبة بإطلاق أنين الكلمات علّها تجد من يسمعها ويحتويها.

للأسف.. بداياتي كانت مليئة بالسخرية ممن حولي.. أصدقائي يصنفونها بالتفاهات وزملائي بالجامعة يرونها فرصة للضحك ولا أعرف السبب!

ولأنني ابن أبريل الذي يتميز مواليده بالعناد أكملت المسير دون الالتفات لكمية التفاهات والحماقات حولي ولأنني أتمتع بخبث فطري نشرت مقال باسم «روان يوسف» لأجد عبارات الإشادة من نفس الأشخاص بروعة هذه الكاتبة وجمال بيانها وإحساسها العالي بالكتابة وعبارات كاذبة أخرى!

سبحان الله.. الأسلوب ذاته والمضمون نفسه ولكن اتضح لي أن تقييمهم ورأيهم يُبنى على الاسم الأخير.. متى ما ذُيّل المقال باسمي فهو سخيف وساذج قبل أن يُقرأ!؟

حينها.. صممت آذاني عن رذيل تفاهاتهم ومضيت بعالم النشر ومن سنة لسنة وبعمر صغير كتبت بأهم الصحف إلى أن وصلت اليوم لـ الوطن القطرية وفي لقاء تليفزيوني قلت للمذيع إن مدخولي من الكتابة أعلى بكثير من مهنتي المحاماة.. رغم أن الأولى موهبة والثانية تخصص.. وعندما بلغت الإشادة بما أكتب وحصلت على ما يسعدني أصبح أعداء البدايات وكأنهم لا يبصرون!

نبض وهمس ومشاعر
الحسد فطرة بشرية علينا الإيمان بها فمن يقف معك على ذات الخط لا يحب أن يراك تتقدم وتبلغ شيئاً هو يعجز عنه.. غالبًا هو يُكرّس جهوده لتحطيمك وأحياناً يمارسها من حيث لا يعلم، فالحسد عندما ذكر بالقرآن لم يأت من البعيد الغريب، بل جاء من إخوته وكادوا له كيدًا عظيما وهو سيدنا يوسف عليه السلام.. وعلى هذا عليك أن تفهم أن كل درب نجاح تسعى إليه من الطبيعي ألا يلاقي استحسان أقرانك.. زملائك.. أصدقائك وقائمة الأسماء الطويلة في حياتك، فهناك من يتعمد تهميشها وآخرون يشعرونك أنك لا شيء وقلّة قليلة من تثني عليك وتدفعك للأمام.

أعترف أن سهام التحبيط بلغت مبلغها وأوغرت صدري بالبدايات وكنت على وشك التوقف ولكن رغبة السماء سخرّت لي الأمور، فبلغت الأهداف التي رسمتها لنفسي وهذا نجاح لا أحتاج اعتراف الآخرين به وكما قالت العرب: «أنت حيث تضع نفسك» فعش نجاحاتك واستمتع بها وإن كانت بسيطة فمن حق نفسك عليك أن تشعرها بالرضا وليس هذا من الغرور بشيء

واليوم أصبحت أكثر بلادة بتقبل المشاعر السلبية بعد هذه التجربة المهمة التي علمتني فما بلغته جعلني أتيقن بأن لدي ما أقدمه وتعلمت بأن العزلة تُرمم الصدع الذي تحدثه مطارق كلماتهم.. مع الأسف. 

فاصلة،
النص أعلاه هو رسالة لكل من يملك شيئا يحب أن يفعله ويخشى سخرية من حوله ونقدهم.. في البدايات سيسخرون منك وبعد النجاح سيأخذون وضعية الميت ولا يتنفسون واقعك ولا يبصرونه وهذا من الإحسان.

لديك أشياؤك المبعثرة التي تحبها.. وبعض التفاصيل التي تميزك عن غيرك.. ولأن حولك من يحطم سلّمك الخشبي فتعجز عن بلوغ عناقيد العنب.. كم من شخص تحطمت أحلامه وبلغه اليأس بسبب حسدهم وكم من شخص تقاعس عن السير بدرب النجاح بسبب غبار مناخهم ففقد البصر والبصيرة!

ليس بالضرورة أن يقتنعوا بما تفعل ولا تسعى لذلك، فكثير من البشر يحترف تحطيم المعنويات وطمس فضائل الناس.. ولكن الأهم أن تدرك سقفك وأرضك وتبصر حياتك من نافذة الأمل لتستمتع بحياتك وعلى هذا وازن مقاييس النجاح.

قاموس:
تجربة مؤلمة:
أن تتحدث برسمية مع شخص كان الأقرب إليك.

الاحترام:
أن تُكرمني بتجاهلك رغم كُرهك.

إضاءة:
أولى دروب النجاح هو إيمانك الحقيقي بقدراتك وإمكانياتك.

آخر السطر:
قاعد على مركاك وتنظّر بحياة فلان وفلان وأنت بارك في محلك.. أبكيك يا فهيد.

دويع العجمي
@dhalajmy

هناك 3 تعليقات:

  1. جميل هو حرفك يآيها الفارس الشجاع ..
    فأنت روضت الحروف لتنصاع ..
    وتراسمت عبارات من الشهد صافية ..
    تقبل ودي واحترامي ..

    ردحذف
  2. فعلا للنجاح ثمن وللبدايات حنين ..
    قراءتك الان ولامست مابين السطور ورأيت بعضا مني هنا وفعلا انت حيث تضع نفسك ..
    اعجبتني حروفك جداا وتميزت عن غيرك من الكتاب . بارك الله فيك وسدد للخير مسعااك .. وتقبل تقديري واحترامي ومتابعتي .

    ردحذف
  3. فعلا للنجاح ثمن وللبدايات حنين ..
    قراءتك الان ولامست مابين السطور ورأيت بعضا مني هنا وفعلا انت حيث تضع نفسك ..
    اعجبتني حروفك جداا وتميزت عن غيرك من الكتاب . بارك الله فيك وسدد للخير مسعااك .. وتقبل تقديري واحترامي ومتابعتي .

    ردحذف