الأحد، 15 فبراير 2015

فصول ومواسم: صيف

البداية:
"ولسوف يعطيك ربك فترضى"

متن:
في حياة كل منّا فصوله ومواسمه الخاصة التي لاتشبه أحد، صيفه وشتاءه وتقلب أحواله فيفرح إذا غَنِمْ ويحزن إذا حُرِم وليس هذا بعظيم فنحن نتناسب مع طبيعتنا البشرية الناقصة التي تتمنى الحصول على كل شيء.

صيف:
بعد تخرجه من الجامعة قاتل من أجل دخول "ضبّاط الإختصاص"، كيف لا وهو متفوق وتنطبق علية كافة الشروط مدفوعًا بواسطة تعزز موقفه، خضع لاختبار القبول واجتاز حصة الرياضة .. كل شيء على مايرام ..
أيام فقط وأتاه اتصال يحدد موعد دخوله للدورة وبخطى واثقة ومتفاخرة ذهب حيث يحلم ويتمنى فهذا ماسعى من أجله.
بعد فترة قصيرة تبين إصابته بضمور بعضلات القلب ولم يعد يقوى التدريبات القاسية .. دخل المستشفى ليودع حلمه .. لتلحقه ورقة إعفائه من الوظيفة بسبب ظروفه الصحية فحزن وزاد مرضه واسودت الأيام بوجهه ..  ووصل إلى أن يتساءل ماذا فعل ليغضب الله عليه ويعاقبه وهو البار بوالديه والمشهود له بأخلاقه واحترامه ؟!
وسرعان مايستغفر ويحاول ملاطفة نفسه بالقناعة بواقع حياته وإن كانت قاسية فهذا قضاؤه وقدره .. ولامفر

حدث طارئ وإعلان جديد؟
بعد عودته من العلاج الذي استمر لقرابة العام .. يقرأ إعلان فتح باب القبول للبعثات بتخصصه من الجامعة والذي كان موقوفًا لفترة طويلة .. الشروط تنطبق عليه .. تقديرة ممتاز .. البعثه بذات البلد التي عالج بها .. لغته جيدة .. الهمة ليست عالية لكنها تحتاج تشجيع .. كل المؤشرات تقول أن الحظ سيبتسم له من جديد
خضع للإختبارات وتم قبوله .. بعد التخرج من الدراسات العليا عاد أستاذًا أكاديميًا بالجامعة .. راتب أعلى بكثير من زملائه بالتخصص السابق ومكان أكثر راحة وتأثيرًا بالمجتمع .. بينه وبين نفسه يهمس:
رزقني الله أكثر مما كنت أتمنى .. وأصبح لأيامي قيمة من عطاءاتي لطلّابي.

وبيقين برحمة الله يقول: حزنت على شيء تمنيته لظرف كتبه الله علي .. فعوضني الله بخيرٍ منه ولو عاد بي الزمن وفُرشت لي الخيارات لاخترت ما أنا فيه الآن بلاتردد.

لم يكن يحلم بتخصصه الحالي لأنه كان مغلقًا لفترة طويلة .. ولم يكن يتمنى الفصل من تخصصه السابق لأنه ماسعى من أجله وحلم به .. تقلّبت الظروف ودارت الأيام فتبدّل دوره وغير الله حاله والله على كل شيءٍ قدير.

فاصلة،
هناك هدف وغاية يقصر إدراكنا عن بلوغها .. كل رزق نُحرم منه .. كل هدف لانبلغه .. كل حلم لايتحقق .. لله حكمة في ذلك وهو خير من يدبر أمورنا .. 
الأسباب وبذلها والاجتهاد في ذلك ليست كافية لتحقيق مانسعى إليه .. فقد نجتهد ولانظفر .. لالشيء .. إنما لقسمة الله العادلة التي لايظلم فيها أحد
وعلينا اليقين أن في ذلك الخير والصلاح .. وإحسان الظن بالله سبحانه وإن انعدمت البدائل وغابت الخيارات فليس بالضرورة أن يعوضنا الله بخيرٍ مما نرغب فقد يكون باب شر علينا وصرفه الله عنّا

وإلى من زادت همومه وتكالبت عليه الأحزان وكسره الحرمان .. إن الله عند ظن عبده به فليكن يقينك بأن الفرج قريب "إن مع العسر يسرا"

قاموس:
الأمل:
أن تعيش وفي يقينك بأن الغد أحلى وأجمل وتنزع ستائر اليأس من نافذة التفاؤل فتُبصر من جديد

النجاح:
أن تتكيف مع ظروفك ولاتقيس حياتك على حياة الآخرين فترويض جشع النفس لايكون إلا بالقناعة 

إضاءة:
أليس الله بكاف عبده

آخر السطر:
تحسد خلق الله يافهيد وتحكي في قفاهم وتبي ربي يوفقك؟!
 أبكيك 

دويع العجمي
@dhalajmy

هناك تعليق واحد:

  1. الحياة تحتاج البذل فهي أشبه بالمعركه يجب لانقف فيها عند حد معين ...
    أبدعت .. سلمت أناملك

    ردحذف