السبت، 12 سبتمبر 2015

رسالة لمن سأكونه بعد سنوات



البداية:
لكل امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يُغنيه

متن:
على فرض أني تجاوزت الزمن .. والسنوات وجميع الفصول .. على فرض أني صافحت من سأكونه بعد سنوات .. ذاك الذي أتمنى له السعادة والحياة .. ولخطواته التأثير وطيب الأثر .. ولقلبه الراحة .. ولأخطائه الصفح والغفران ..

ذاك الذي أشفق عليه من الحمل الثقيل الذي سيكسر ظهره .. مع أحلامٍ تضخمت وأمنياتٍ احترق بعضها من طول الأمل وتبقى بعضها على قائمة الانتظار.

على فرض أني أكتب الآن لتقرأني بعد حين .. افرش لك الخيارات لأنك الحقيقة التي أتمنى أن أكونها وأعيشها، تجاهل كبريائي الذي دائمًا أتنازل عنه .. فأنا احترفت خوض المعارك مع نفسي وقلّما اهزمها .. لهذا أنا "ربما" لا أتقدم للأمام.

ولأنك الحقيقة .. فاعترفاك بالإمتنان تجاه الآخر يعني أنك معه أصبحت أجمل
يعني أنه ساعدك لإيجاد نصفك .. لملم شتاتك فأصبحت "أنت" ..لكنه لم يُكمل نقصك ولم يخلقك من جديد ..  ولو لم يفعل لفعل ذلك الوقت والزمن .. فكل شيءٍ مرهونٌ بالانتظار.

 إيّاك أن تسمح له أن يفعل بك مايشاء .. فلا تخض عنه الحروب بالوكالة وأنت لاناقة لك فيها ولا جمل .. فمن يعطي لاينتظر ..  وليس كل جميل نقابله بالتجرد من ذاتنا ومبادئنا شكرًا وعرفانا .. وازن أمورك فكل شيءٍ بمقدار.

والجحر الذي تُلدغ منه مرتين لايُقلل إيمانك .. واجهه ولاتخشاه فمن اعتاد اللدغات يستوي معه طعم الألم .. فإما أن تتعايش معه أو تسلك طريقًا آخر لكن إياك والخوف فلاكل خطأ موت ولا كل فشل نهاية .. نحن خُلقنا لنعيش تلك الآلام والإخفاقات ثم نتجاوزها فنسخر منها ونضحك

ولأنك ستعيش مرة واحدة .. استمتع بإخفاقاتك ومارس فشلك وكرر أخطائك فهذه فطرتك بالحياة "كل نفسٍ ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون"

وكلما ارتفع ضجيج المكان من حولك .. وتفجرت براكينهم وتناثرت حِممهم .. اهرب لزاويتك الهادئة .. تأمل المشهد وحكم عقلك .. وصُمْ عن الكلام عندما يصمّون آذانهم عن السمع .. فإذا انتهى طوفانهم من الهذيان ادلو بدلوك واغنم ماءك .. ثم اروي عطش رغباتك وفضولهم وغادر برفق .. 

وحسد البعيد تغافله فأمره لايعنيك .. لكن مالجدوى مع حسد وحقد القريب ؟
هجرانٌ بمعروف ورحيلٌ بإحسان ومناجاة الله رب العالمين "فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ"
فظلم ذي القربى لاعلاج له فاستره أنت ولاتصن رحم من استرخص كيانك .. فلاحياة بلاكرامة وتحمل ذنب قطيعتهم فالله غفورٌ رحيم.

وكلما شعرت بالإنكسار .. مارس الكذب في سبيل كبريائك .. لاتُشعر الغائبين بشوقك إذا كان هذا قرارهم .. مثّل اللامبالاة بمسرح الحياة .. اتقن دورك بحزم وحين يُسدل الستار .. تُه بين دفترك وأوراقك .. واستمتع بعطرك وتأمل صباحاتك .. فجفاف مشاعرهم لن يرويها كرم عطائك ..
 
غالبًا .. من نناديهم على وجه الخصوص لايلبون النداء "جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا" 
ولأن لامبررات للغياب ولاعذر .. عش الحياة واحترف التجاهل.

وقبل الختام .. 
لا أعرف أي جسدٍ ستكون .. هل بنحافتي اليوم أو أن تغييرًا سيطرأ .. لكن أيًا كان .. استمتع بالرياضة .. فوزنك الوراثي ليس عائقًا لممارستها .. حتى وإن لم تحبها .. فهي سبيلك لضبط إيقاع مزاجيتك فالقهوة وحدها لن تسيطر عليك .. 

و.. دمت بمحبة .. يا "أنا"
 
إضاءة:
"يُعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تُقلبون"

آخر السطر:
واحفظها يافهيد "من لايعظّم حضورك لاتستكثر غيابه"

دويع العجمي
@dhalajmy

هناك تعليق واحد:

  1. جميلة لكن ينتابني فضول حول فهيد هذآ من يكون 😊

    ردحذف