الثلاثاء، 5 مايو 2015

حديث الانتظار



البداية:
"وما أنا إلا بشر مثلكم"

متن:
الثامنة مساءً بتوقيت مدينتي الباردة ..
الهدوء يلف المكان وفي محطة القطار تاهت النظرات..
أتامل الوجوه ودقائق الانتظار
وبعد نفس عميق، أسند رأسي على الجدار .. وأتساءل:
مالذي تغير؟
تواضعت أحلامي كثيرًا وهبطت إلى الأرض
ماعادت تُحلّق بي للسماء
وتلك الصور لـ لحظات الانتصار تمزقت
والخيالات التي تطير بي لعالم التميز والهتافات انتهت ..
ومقدسات الكبرياء والغرور في شخصيتي العنيدة تحطمت
ماعادت تهمني ولا أقف عندها !؟
تنازلت عن أشياء كثيرة كنت أقاتل من أجلها ..
حتى اهتماماتي تغيرت .. وشغفي بتلك الأشياء نضب
وماكنت أراه مثير ومدهش، أبصره اليوم ممل وتافه .. فمالذي يهم؟؟
 نفسي سكنت وشخصيتي هدأت وذاك المشاكس ذبل،

هل حطمتني الغربة وكسرت أحلامي أم أني نضجت وعانقت الواقع وعايشته؟
 ربما أرهقتني الأحلام
حاولت جاهدًا تغيير كل السيّء في حياتي
فإذا بي أخضع لفكرة وجوده
صافحت الكفوف الباردة
والوجوه الباهتة
وتقبلت الواقع ومن فيه
ليس نفاقًا .. بل نتعايش لنعيش
وأهدافي الكثيرة المبعثرة .. تقلصت
أصبحت قليلة وواضحة

وماكنت أخاله ثابت أصبح متغير فلاشيء يدوم على حاله،
الأشخاص الرائعون لايدومون
إما يرحلون أو تنخلهم الأيام فنراهم بقبح
أو نعتاد وجودهم فيصبحون من مذهلين إلى عاديين
عمومًا .. تلك أيضًا أشياء لاتهم

حتى حروفي تغيرت .. وقاموس تفسيري للبشر تغير
تفاصيلهم هي شأنهم، وذراعي المفتوحة للجميع ضممتها لصدري وتحفّظت
ماعدت المبادر الذي يجيد التعبير عن نفسه
بل أعطيت الصمت مجاله للتعبير
فحواه لمن أمامي تحدث ومن ثم لي الحكم إما صديق باقي
أو زميل عابر فمن تراه شامخًا أمامك خذله حسن ظنه بالناس فنال أكثر مما لايستحق

الشيء الوحيد الذي لم يتغير ابتسامتي التي أصافح معها الصباح
فلازال لدي يقين بأن كل يوم أجمل
ولا يبكيني الحنين للماضي فالحاضر أحلى وأروع
ومهما نضجت وكبرت يبقى الشوق لرؤية والدي أكبر مسافات الغياب .. ولكن الجنة موعدنا برحمةٍ من رب غفور .. إلى جنة الخلد
بالإذن .. حان موعد صعود القطار .. وللحديث بقية.

إضاءة:
غالبًا .. التبرير لغة الضعفاء

آخر السطر:
من لايحشم حضورك يافهيد .. لاتعّظم وجوده.

دويع العجمي
@dhalajmy

هناك تعليق واحد:

  1. رائع كعادتك..
    ماتمر به هو إحدى مراحل النضج المبكره..
    فكل ألم وخذلان وخيبة ماهي إلا دروس قاسية تسوقنا نحو عالم الكبار..وتصقل شخصياتنا أحياناً كما نريد وأحياناً أخرى لا...
    رحم الله والدك وموتى المسلمين...فإذا توفي أحد الوالدين ..أصبح الكل سواء لايهمك من بقي أو من رحل ....
    شكراً لقلمك الذي يجعلنا دائما نغوص في أعماقنا ونعترف رغماً عنا ببعض الخبايا المتواريه...أبدعت ....

    ردحذف