الأحد، 10 مايو 2015

حديث المسافة والانتظار



البداية:
"ومالحياة إلا عقيدةٌ وجهاد"

متن:
بهدوء وبقرب النافذة؛ جلست .. القطار شبه خالٍ باستثناء العاشقين اللذين جلسا أمامي 
هي أسندت رأسها على كتفه وهو انشغل بجريدته وانطلقنا ثلاثتنا بصمت .. 

المسافة طويلة .. تختصر معها فصول من حياتي
والمناسبة عظيمة لكتابة شيء من الخاطر

ومن نافذة القطار أتأمل الليل وأحدق بالسماء وأعيد السؤال:
مالذي تغير؟
الأحلام التي لاتكتمل .. تؤرقك
والضربات التي لاتقتلك .. تؤلمك
حتى الأشياء التي أحبها وكنت ألهث من أجل امتلاكها مللتها بعد حين
وتلك الوجوه المزعجة والمفروضة علي بحكم القدر .. سايرتها ونالت مساحة في هامش أيامي رغم أني .. لا أحبها

هي ليست مشاعر يأس .. ربما نضج وإدراك
وربما هو تعب السباحة عكس التيار فقوى الطبيعة لاسلطان لنا عليها
والسطور الجامدة بقائمة تعاملي مع الآخرين تبدلت .. باتت أكثر مرونة .. أطوّعها حسب الحدث والمناسبة خصوصا بملتقيات النفاق الجماعي .. عفوًا أقصد التواصل الاجتماعي
مشاعري سكنت وتبلدت ولم تعد موضع استفزاز .. وردود أفعالي تروضت، غلّفها الهدوء والتغافل والنتيجة نوم سريع بلا أرق

بالأمس كانت ردود أفعالي تُبنى على الفعل الذي يصدر من الحاقد الذي يختبئ خلف قناع "الناقد" .. 
اليوم ابتسم .. عندما أراه يشير بإبهامه للأسفل .. مسكين لايعلم أن هناك الكثير من "الإبهامات" التي تدفعني للأعلى .. لهذا أنا لا اهتز

والناس .. لم أعد أدقق على طريقتهم بالتعبير عن ذاتهم فبالنهاية لكل منا أسلوبه بالحياة والتعامل معها 
مهما فعلوا فهذا شأنهم .. فلدي ما أنشغل به وهو أهم بكثير من الحديث بما قالوا وارتدوا وبقية التفاصيل التافهة ..

أعترف أني أمر بمرحلة تغيير توقعتها لكنها جاءت باكرًا بغير موعدها .. لازلت بحاجة لذاك الصعلوك الذي يقفز بين حواجز أخطائه ليعتذر عنها بعد أن يبكي بصمت 
ولازلت بحاجة لأنفة الغرور المخلوطة بالثقة والتي ترمم كل صدع أحدثه حسد "من كان صديقًا يومًا" أو ظننته هكذا؟

لكن نحن نمر بمنعطفات تغير نظرتنا للأمور،
ونعي أن القسمة على صفر تحدث نتائج مختلفة عكس الرياضيات
وليس بالضرورة أن يكون اللون الأبيض هو حصيلة مزج ألوان الطيف فقد يصدمك الواقع باللون الأسود لذا كن جاهزًا للصدمات،

القلوب التي تُخلص إليها قد لاتبادلك ذات العطاء
والحبيب الذي فرّغت به عاطفتك قد يجد البديل ويضعك على الهامش
والصديق الذي أنصفته قد يرحل
ولو أغمضت عينيك الآن ستراهم يمرون بشريط ذكرياتك
ولابأس .. فمع كل هذا نحن نتغير وتتغير مشاعرنا وغالبًا نصبح أفضل

أشياء كثيرة تمنيناها ولم نبلغها
وأحلام كثيرة بعثرناها فلم نجدها
مع الوقت سنعرف ماذا نريد وكيف نصل بأقل الأحلام وتحديد الأهداف وبهدوء بلاضجيج أو صخب. 
وكل هذا لايهم .. رغم أني أكره حديث الانتظار 
لكن هو الوقت الوحيد الذي ينفرد به إحساسي بالكتابة

قد لايتكرر هذا النص .. ولست نادم على مامضى
فلولا أخطاء الماضي لما تعلمنا اليوم وفهمنا
وسنُخطئ .. ونكرر الخطأ .. ونتعلم .. ونعتذر
ليس غباءً .. لكننا بشر .. وهذا انسجامًا مع فطرتنا الناقصة فالكمال ليس من صفاتنا
ومع الليل والغربة وصوت القطار .. ضاعت خواطرنا وأمانينا .. وعسى القادم أجمل وأحلى .. فكل متوقعٍ آت.

إضاءة:
تبقى الحياة مدرسة اللانهاية

آخر السطر:
ومن لاعرف قيمة نفسه يافهيد .. ماقدروه الناس

دويع العجمي
@dhalajmy

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق