الأحد، 18 سبتمبر 2016

سقوط حر


البداية
"وإني أرى مالاترون"

متن
كنت أُمارس لعبة المسايرة
حتى أبدو متماثلًا للقوالب الجاهزة التي يصنعها لنا المجتمع،
نتمدد طولًا وانكماشًا حسب مايسمى بالثقافة العامة،
تسمع مايسمعون
تُحب مايُحبون
تكره مايكرهون
فهذا شرع من قبلنا وهكذا وجدنا آباءنا يفعلون !

لكن الحقيقة أني لا أُحب كل الأشياء الجاهزة
لهذا تمردت وتخطيت الحواجز
ولم أعد أكترث إن قالوا إن صاحبكم لمجنون،
ولنرتب قائمة التمرد
قائمتي الخاصة والتي قد تبدو غير مهمة
لكن لنتلوها معًا

أولًا:
أم كلثوم مثلًا .. صوت كئيب ومزعج
هكذا أفهمها
ومن التجارب المملة التي خضتها..  محاولة الاستماع لأغنية كاملة بصوتها الخالي من الرقة والإحساس،
لست عازفًا محترفًا ولا أكتب نوتة موسيقية
لكني أترجم ما أحسه وأعبر عنه وهذه المحصلة النهائية ولانقاش في ذلك
ومن النتائج التي استخلصتها
أن عصرها لم يكن فيه ذكرى أو أنغام
وكانت محظوظة بالكلمات وعباقرة الملحنين
أما صوتها فهو ثقيل على السمع ولايمس الفؤاد

وحسب النطاق المكاني .. إلى الآن لا أفهم لماذا تُسمى مصر أم الدنيا
وعندما عرفت سبب التسمية .. ضحكت،
فالاسم أكبر وأهم بكثير من فقرها الفاحش
ومبانيها الباهتة
وشوارعها البدائية
ومطاعمها العشوائية
ونيلها المليء بكل أمراض الأرض !!

يليق عليها لقب "فقر الدنيا" أو "كآبة الدنيا" فهذا أقرب للواقع وأصدق
أما أهلها .. فتتفطر الشفقة بنفسها عليهم،
الوجوه فقدت معالم الحياة
والبهجة اختفت من محياهم،
يريدون العيش بأي حال
حتى ضاقت عليهم حدود وطنهم رغم اتساعه
ومن يهاجر منهم .. لايعود

ثانيًا:
"لايهم متى تصل .. الأهم أن تصل"
أحزن على من يُصدق هذا الكلام !
وماذا يُفيد إن وصلت بعد فوات الأوان؟
حتى الأحلام والأمنيات لها تاريخ صلاحية وانتهاء
مؤلم جدًا أن تأتي في غير وقتها،
العمر لاينتظر .. والسنين لاتقف
إن لم تُحقق الأشياء التي تحبها في أول عمرك فأرجوك إبحث عن أشياء جديدة
لاتُصدق تُجّار السعادة وبائعي الوهم،
أولئك الذين يتحدثون بالكلمات المعلبة البعيدة عن الواقع
وإن أصريت فلا بأس .. غدًا ستعلم أن كلامهم جميل فقط بالكتب ولايمكن تحقيقه على أرض الواقع
وبعد حين ستتواضع تطلعاتك
ليس انكسارًا بل تعايشًا مع الحياة
وإرادة الخالق .. وهنا النضج وإدراك واقع الحال

ثالثًا:
تجري الرياح كما تجري سفينتنا
نحن الرياح ونحن البحر والسفن

جميل .. هذا يعني أننا نُدرك كل مانريد
بهذه القوة والعزيمة
رائع .. مع الوقت ستلتفت للوراء لترى خذلان خطواتك وأن الدروب وعرة وليست ممهدة بالحرير
حينها فقط ستعلم أن الرياح تجري بما لاتشتهي السفن وماقبل ذلك فهو كذبٌ وهراء

إضاءة:
"عش رائعًا بين الواقع والممكن"

آخر السطر:
لاتمد رجلك يافهيد أطول من لحافك

دويع العجمي
@dhalajmy

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق