الأحد، 14 فبراير 2016

مراهق بمنتصف الخمسين



البداية:
"لك شيء في هذا العالم .. فقم"

متن:
هي الملاذ .. وهي نقطة الهروب من كل الفوضى في حياتي
أهرب إليها لأنفصل عن كل شيء ..
 الحياة والعمل والأفكار التي لاتهدأ وحالة اللا إستقرار التي أعيشها

شخص مثلي وزنه بمنتصف الخمسين يُفترض ألا يمارس الرياضة لأكثر من ساعة .. 
ولكني أفعل

أفعل ذلك لأنها تخلصني من الإنتظار الذي يُطيل اللحظة والزمن .. 
إنتظار الحظ والذي غالبًا مايأتي..
 وإن أتى فيُقبل على استحياء

وانتظار غائب ليس له عذر 
وإن تعّذر فلاشيء يستحق تكرار الفرص الضائعة فالمشاعر إن أُهملت لاتعيش

وانتظار عجلة الزمن تمضي مسرعة 
لأعرف حقيقة المجهول الذي يؤرقني قدومه وأضع إجابة لهذا السؤال:
ماذا ينتظرني بالغد؟

أشياء غير مهمة وتافهة أتوه بمحاصيلها ولاسبيل لحرق حصادها إلا بالرياضة 
ليرتفع هرمون السعادة الذي أحتاجه
فالمخلوقات الكئيبة لاعلاج لها إلا أن نبتسم والرياضة كفيلة بهذا

أفعل ذلك لأني كلما أنهكت جسدي بالرياضة
أرهقت ذاكرتي وبددت محاولاتها لتكرار مشاهد لا أريدها

مشهد السكون بين مرحلة مابعد النهاية وقبل البداية..
عندما تقتلك الحيرة متنقلًا بين الخيارات .. 
وليتك تختار..
وإن فعلت يتسلل إليك الندم بوجهه القبيح ليؤرق نومك ويُزيّن لك خيارات أهملتها ..
فتتضخم أوجاعك ..
 حتى الوسادة لاتحتمل آلامها ..

ومشهد التسامح الذي لا أُتقنه .. 
وكثيرًا ما أُلام عليه..
مشكلتي كانت وضوح ملامح عاطفتي .. 
وللأسف أنها لازالت !
تلك الأقنعة المزيفة لا أتقن ارتدائها
فالتسامح في قاموسي هو أن أُلغيك من حيّز التفكير وأمسح كل صورة لك في حياتي ولا أعطيك فرصة أخرى لتطعنني من جديد .. واطمئن
لن أذكرك بسوء وهذا كثير عليك.

أفعل ذلك حتى لايشيخ الشاب الذي بداخلي..
أُحلل هذا النشاط بالشعور بالحياة..
أُعاند الكسل ..
أُعانق الفرح ..
وأتجاوز كل الرتابة واللحظات الباهتة ..
فقد علمتني الرياضة كيف أرسم الأوقات بألوان الطيف
فتبدو الحياة أجمل وهذا ينعكس على ملامحنا..

أفعل ذلك لأختصر مسافات الفراغ
واملأ الوقت بقرارات أحبها واختارها
لايجبرني عليها أحد .. لهذا هي ممتعة..

ومابين الشروق والغروب .. 
هو يوم مليء بتفاصيل متكررة ومملة 
وما إن ينتصف اليوم عند الثالثة عصرًا حتى يحين وقتها ..
ثلاث ساعاتٍ بين ركضٍ ومقاومة ولياقة ..

كل من في الصالة الرياضية ينقسمون بين بدين ينشد النحافة ومفتول العضلات يتدرب ليحافظ عليها،

بالزاوية هناك شخص نحيل يضع السماعة على أذنه يستمع للموسيقى التي يحب ..
ويمارس الرياضة بلاهدف ..
أو ربما لهدف لكنه مختلف..
أحيانًا أرى نظرات الذهول ومضمونها "ماذا يفعل؟"
ولا أهتم ..

أفعل ما أراه يجلب لي الراحة والسعادة 
وإن كان على حساب إنهاك جسدي
دون إتباع غذاء لا أحبه فقط لأنه صحي
أو أسلوب رياضة ممل فقط لأنه مناسب لي
أنا فقط أقوم بما أحب ولا أهتم للقواعد الرياضية .. 
ولأن لكل قاعدة استثناء .. 
فأنا من استثناءاتها .. 

كتبت ذات مرة:
"وزنك الوراثي ليس عائقًا لممارستك الرياضة .. فالرياضة تقدير كبير لوجودك بالحياة"

ليس مهمًا أن نكون مثاليين بكل شيء
والأهداف التي لانحققها على الأقل لنجتهد من أجلها
وإن فعلنا ذلك بشكل مختلف.

فاصلة،
حتى لو كنت بدين .. 
ولاتستطيع مقاومة ما لذّ وطاب
لابأس .. كُلْ ماتشتهي ومارس الرياضة
ومالا يُدْرك كُله لايُترك جُلّه.

إضاءة:
"مارس الأشياء التي تحب بالطريقة التي تُسعدك ولاتكترث"

آخر السطر:
تلعب رياضة ساعتين يافهيد وتختمها بكبسة لحم .. بالله كيف بتضعف !

دويع العجمي
@dhalajmy

هناك تعليق واحد: