السبت، 9 يناير 2016

نحن لانزرع الشوك





البداية:
"الوقت الذي مضى لايعود .. لكنه قابل للتعويض"

متن:
كنت في العاشرة ..
أيام العيد تسير عقاربها بفرح خلال ساعات الطفولة التي لاتعرف السكون
ولأننا نأكل مانشتهي ونرتدي مايشتهي الناس
حُجِر على ذاك الطفل ماكان أقرانه يفعلون .. 
بسبب عادات وتقاليد الأولين
فنحن جُل همّنا مايقوله الناس .. 
وماذا سيقولون عن طفلٍ ذهب ثاني أيام عيده لمدينة الملاهي !
الموضوع أكبر من أن يفهمه طفل وأصغر من أن يتجاهله الناس .. لكنه قانون "نرتدي مايشتهون".

ثم بلغت الخامسة عشرة ..
كل أفعالي مقيدة بكلام الناس ورغباتهم
ماكنت أتمناه يجب أن توضع أمامه قائمة تبدأ بـ "ماذا سيقولون" وتنتهي بـ "كيف سينظرون"
حتى خسرت الكثير من عفوية المراهقة وجمالها
ومضت برتابة كاملة الملل.

ثم بلغت العشرين ..
وسقف أفكاري بنيته على أساس قانونهم .. فالغاية من هذه الحياة أن نفعل مايحبه الناس
وإن كان الذهاب للتنزه بـ "قميص" و"جينز" يجب أن يكون خلسةً دون أن يلحظ أحد
حتى الجلوس بذاك المقهى الذي أحب .. 
من الضروري أن لايعرف به أحد

فالناس سيقولون:
ماذا يفعل شاب بعمره بالأماكن العامة؟

والناس سيقولون :
لماذا لايقضي وقته في المسجد بدل التسكع بالطرقات

والناس سيقولون:
مالذي يجعله يمكث طويلًا محدقًا بفنجان القهوة وبماذا يفكر؟

والناس سيقولون:
أين أهله .. لماذا لم يربوه على الإستفادة من وقته وحفظ ماله؟

والناس سيقولون:
ياترى .. من ينتظر؟

وقائمة طويلة من الأسئلة الافتراضية التي تُكبل خطاوينا فلانقوى المسير.

ثم بلغت الخامسة والعشرين
بعد أن ذبلت كل أغصان المراهقة ولم تُثمر بشيء ..
لاتجارب كثيرة ولا ذكريات مبعثرة 
وعندما لم أجد ما أخسره .. قررت أن أرتدي ما أحب كما آكل ما أشتهي

من هم الناس ؟
من هم الذين أضعت عمري ساعيًا لإرضائهم؟
وماذا حصدت؟
لماذا علينا أن نعيش حياتنا نلهث من أجل أن ننال إعجابهم؟

لا .. سأعيش حياتي كما أحب
لا كما يحبون

سأرتدي ذاك اللباس الرياضي .. 
وأركب دراجتي الهوائية ..
أجول الطرقات .. أعانق الصباح .. واملأ الحياة بتفاصيل أحبها

سأذهب لمدينة الملاهي لأعيش ماكنت أتمناه في طفولتي
أركض بين ردهاتها .. 
ألعب كل الأشياء وأعيد رسم الذكريات من جديد

الزمن لايعود للوراء .. أعرف ذلك
لكني على يقين أن كل شيء قابل للتعويض
الخسارة الوحيدة هي أن أخسر ذاتي وحياتي
فلايزال هناك متسع لأعيش من جديد

فلا أحد يستحق أن تذبل سعادتي من أجله
ولا أحد يستحق أن أفقد ذاتي لأُرضيه

ورغباتنا في الحياة ليست سيئة للحد الذي تجعل الآخرين ينشغلون بنا!
وإن حدث .. فهؤلاء البشر لايعنونا ولاينبغي لنا مداراتهم
الحياة أقصر بكثير من أن نقضيها سعيًا لرضا الناس

وها أنا قررت أن أعيش بالشكل الذي أريد
أن تحبوني هكذا .. وإلا لستم بأعظم الخسارات

نحن لا نزرع الشوك في طريقكم
ولم نُشوّه وجه سعادتكم بلسعات ألسنتنا
لكم حياتكم .. عيشوها كما تحبون .. 
لن نرجم لحظاتكم بجمرات حقدنا ..
لأن لدينا أشياء أهم ننشغل بها ..

وكما أننا تركناكم تعيشون كما تحبون .. 
أرجوكم .. اتركونا نعيش كما نحب.

إضاءة:
"لاسلامة من الناس وإن قضيت حوائجهم وأعطيتهم مالك"

آخر السطر:
طنش العالم يافهيد وعيش حياتك .. الناس ماتخلي أحد

دويع العجمي
@dhalajmy

هناك تعليق واحد:


  1. وكما أننا تركناكم تعيشون كما تحبون ..
    أرجوكم .. اتركونا نعيش كما نحب.

    ردحذف