الأحد، 6 ديسمبر 2015

اطمئن




البداية
:
"هذا النص للواقفين أمثالي بمحطات الانتظار"

متن:
الحمدلله ..
على كل الأمنيات التي لاندركها .. والتي غالبًا ماتتبخر كالسراب بمجرد محاولة اللحاق بها..

والحمدلله ..
على عكّاز الصبر الذي تتكئ عليه أفراحًا كثيرة مبتورة الساق ..
تعيش على أمل "ربما" و"عسى" وتتجاوز المستحيل
حتى لو كان الواقع .. مختلف

والحمدلله ..
على وسادة صابرة ..
تحتضن أحلام المساء المبعثرة بعشوائية ولاتخضع لقانون الترتيب
تمتد دقائق وساعات .. تفكر وتحلم وتتمنى 
وتدور في حلقتك المغلقة التي ليس لها نهاية.
 
مامضى لن يعود .. والحاضر ليس على ماتريد .. والمستقبل مجهول .. 
ومع ذلك .. اطمئن
فكلٌ في لوحٍ محفوظ

يحدث:
أن ترى أحدهم يتقدم بخطى ثابة للأمام .. 
وبين الخطوة ومثيلاتها قفزات تجعله يقطع مسافة تتجاوز منطق الأشياء
تتحسر على ذاتك وجهودك وربما شهاداتك
تبدأ بتعداد نقاط الأفضلية
 لتزيد جرعة الألم في نفسك ثم تسأل:
لماذا لا أنال نصف ماحققه ذاك الذي وفق نظرية الواقع هو أقل مني بغالبية التفاصيل؟

غالبًا .. للحسد أبوابًا عديدة .. وماسبق أحدها
من نراه أقل منا ونعتقد بأننا أحق بالنعم التي أكرمه الله بها إن لم يكن حسدًا وحقدًا فماذا عساه أن يكون؟

لم يُقدر الرزق لك ولم يُؤخذ منك شيئًا ليُعطى .. 
فلماذا الانشغال بما في أيدي الآخرين؟

اطمئن .. 
لك قسمتك في هذه الحياة التي لاتُظلم فيها شيئا 
لأنها تدبير الخالق
ولو علم المرء منا كيف يدبر الله له شؤونه لذابت قلوبنا من محبة الله

وأبواب الرزق العديدة التي يُغلقها البشر في وجه طموحاتك يجب أن لاتُبكيك 
فما هم إلا أسباب مسخرون لك وعليك بقدرة الواحد الأحد
ولأن في اليقين حياة:
 "وفي السماء رزقكم وماتوعدون"
عش على هذا الظن وثق به فهو الرزاق الكريم

وكل الأبواب الموصدة مفاتيحها الصبر وصفاء النوايا والله يرزقكم على نياتكم قبل أعمالكم 

شاركهم فرحتهم وأسعد بها
حتى لو تقدموا وأنت بوضع السكون
هم لم يأخذوا مقعدك على متن رحلات الحظ
ولم يتجاوزوا دورك في طوابير الحياة
بالأمر سعة

علمتني تجارب الحياة أن لا أحد يستحق أن تقارن نفسك به فلكل منا ظروفه وحياته وأقداره فلاتُرهق نفسك وتثقلها بالهموم

المقارنة الحقيقية هي أن تقارن نفسك اليوم بمن كنته قبل سنوات لتعرف حجم المسافة التي قطعتها نحو التغيير للأفضل.

هناك شيئًا كُتب لك ..
ينتظرك .. 
فقط عش على أمل ويقين
مهما طالت مسافات الانتظار .. فاطمئن

فاصلة،
لا أذكر أنه شغلني نجاح أحدهم
ولا ثرائه .. ولامنصبه أو إنجازاته
بل تبلد إحساسي لدرجة أنه ماعاد يزعجني حديث أحدهم عني بسوء
ولا أذكر أني بررت خطأ أو كذبت شائعة
أنانيتي بالإنشغال بنفسي وذاتي جعلتني اختلق مساحات انعزل فيها .. لأكتب
وهذا ماجعلني غالبًا .. مطمئنًا

إضاءة:
"لك شيء في هذه الحياة .. فلاتحزن"

آخر السطر:
لاتنشغل يافهيد بفلان وفلان .. عمر الحسد ماجاب غاية

دويع العجمي
@dhalajmy

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق